المحتوى الرئيسى

المدرسون في مناطق الحوثي: نحن نحتضر جوعًا وفقرًا ومرضًا و استنفدنا مجوهرات زوجاتنا وحصالات أطفالنا

منذ 1 اسبوع - 2024-04-18 [63] قراءة

يعاني المعلمون كغيرهم من الموظفين في مناطق سيطرة عصابة الحوثي من ظروف صعبة بسبب انقطاع المرتبات منذ تسع سنوات، مما يجعلهم يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة، ويجدون صعوبة في توفير قوت يومهم ومواجهة تكاليف الحياة المتزايدة، حيث باع أكثرهم ما لديه لتوفير لقمة العيش لأسرته.

أكثر من 200 ألف معلم ومعلمة في مناطق سيطرة عصابة الحوثي يعانون من انقطاع رواتبهم منذ تسع سنوات، ومع ذلك يتعرضون للتهديد والضغط من قبل الحوثيين للالتزام بالتعليمات والبرامج التعليمية التي تفرضها الجماعة.

هذا الوضع لم يؤثر سلباً فقط على قدرتهم على توفير احتياجاتهم الأساسية لهم ولأسرهم، بل أثر أيضاً على جودة التعليم في هذه المناطق. 

بالرغم من هذا الوضع الصعب، إلا أن الموظفين في مناطق الحوثي يظلون يواصلون عملهم ويبذلون قصارى جهدهم لتوفير لقمة العيش لأنفسهم وعائلاتهم. ومع ذلك، فإن الحاجة الماسة لاستمرارية المرتبات تظل ملحة لتحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.

نحتضر جوعًا وفقرًا ومرضًا

فؤاد أحمد حسن مدرس في صنعاء يروي لـ "المنتصف" معاناته في ظل انقطاع الرواتب، قائلًا: "أنا وغيري من الآلاف من المعلمين في اليمن نحتضر جوعًا وفقرا ومرضا منذ سنوات بدون مرتبات".

ويضيف فؤاد للمنتصف: "لقد بعت كل ما لدى زوجتي من ذهب ومجوهرات لتوفير لقمة العيش لي ولاطفالي الأربعة".

أما المعلم عبدالمجيد سعيد سيف (50 عاما) يقول، إنه في ظل انقطاع المرتبات اضطر العام الماضي لترك التدريس في مسقط راسه بشرعب الرونة محافظة تعز والذهاب إلى محافظة المهرة للعمل بالأجر اليومي كعامل بناء لتوفير لقمة العيش له ولأطفاله وزوجته.

وأوضح سعيد لـ" المنتصف" أنه يسافر إلى أهله في شرعب مرة كل سنتين، وفي بعض الأحيان قد تطول المدة بحسب توفر الفلوس.

المعلم بشير النجيفي من محافظة ريمة، أب لأربعة أبناء وبنتين، هو الآخر، قال إنه لجأ حتى إلى حصالات أطفاله بعد أن لم يعد لديه أي خيار آخر، قبل أن يلجأ إلى صاحب بسطة خضار من أقاربه طلب منه أي يقبله أجيرا لديه بأجر يومي قدره 2000 ريال على أن يزيد إليه عشرين ألف ريال نهاية كل شهر لشراء دقيق وسكر وحليب لطفلته الصغيرة.

وضع مأساوي وبائس

وكانت نقابة المعلمين اليمنيين وصفت الوضع الذي يعيشه المعلمون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بـ«المأساوي والبئيس»، داعية المجتمع الدولي والمنظمات المهتمة بالتعليم وحقوق الإنسان إلى ممارسة الضغوط على المليشيا لصرف رواتب المعلمين المنقطعة منذ تسعة أعوام «كحالة فريدة من نوعها على مستوى العالم»، بما تحمله من معاناة مريرة ومشقة بالغة الأثر على المعلم وأسرته.

خبراء تربويون أكدوا أن العملية التعليمية في مناطق الحوثي بخطر كبير، خاصة في ظل انقطاع المرتبات وتسرب الطلاب من المدارس.

محمد حميد مدرس في صنعاء يقول للمنتصف إنه تعرض للطرد من سكنه في العاصمة صنعاء والسجن أربعة أشهر بسبب عدم تمكنه من دفع ثمن الإيجار مع إمعان الجماعة وتواطؤها مع أصحاب البيوت المؤجرين في عدم إمهال أي معلم أو موظف والذهاب به إلى المحاكم وأقسام الشرطة وإخراجهم من أماكن سكنهم بالقوة.

صرخات ومناشدات وشكاوي

آلاف الشكاوى والصرخات يطلقها المعلمون وموظفو السلك التربوي على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي من أنهم باعوا أكثر أثاثهم وممتلكاتهم وحلي نسائهم لسداد الإيجارات، مع ما يتعرضون له من ابتزاز كبير من قبل أصحاب البيوت وبلاطجة مليشيا الحوثي الذين يستخدمهم أصحاب تلك البيوت للضغط على المعلمين والاعتداء عليهم وإخراجهم بالقوة، ملقين بما تبقى من أثاثهم في الشارع ليرتسم مشهد في غاية البؤس والامتهان والتنكيل بالمعلم وبما يحمله من رمزية كبيرة في قلوب الناس.

أحد المعلمين الشهيرين في محافظة إب والذي يعمل موجها في مكتب التربية تحدث في مقطع فيديو أن ما يحدث من قبل البلاطجة المتحكمين بالمحافظة والذين ينتمون لعصابة الحوثي في حق المعلمين والموظفين هو أمر لا ينبغي السكوت عنه حيث بلغوا من تماديهم الشيء الكثير ولم يتركوا حرمة إلا واعتدوا عليها، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي لا يجد ما يسد رمقه هو وأسرته يرى بلاطجة الحوثي في كل زقاق وشارع ومرفق يتنافسون على الظهور بآخر موديلات السيارات وعلى شراء الفلل والشقق وأفخر الأثاث من أموال الشعب والدولة التي يسرقونها جهارًا نهارًا.

زميله في المكتب نفسه وهو الأستاذ عبد الله الكامل لا تكاد تخلو صفحته في فيسبوك من منشور يومي يندد بالحالة التي وصلت الناس إليها مليشيا الحوثي، وعلى الخصوص الحالة التي وصل إليها المعلم اليمني بعد أن كان مصانا براتب يتسلمه نهاية كل شهر وبامتيازات وعلاوات وبدلات يحصل عليها بشكل روتيني.

الكامل هو الآخر تعرض لإهانات صاحب البيت الذي يستأجر عنده، حيث يأتي بين الحين والآخر بشلة بلاطجة يعتدون عليه ويرهبون زوجته وبناته وأولاده بالصياح الزعيق والوعيد وإطلاق التهديدات، ثم يذهبون به إلى الأقسام لحبسه، مثلما حدث معه آخر مرة بعد أن تم اقتياده إلى قسم الشرطة فلم يخرج من هناك إلا بتعهد خطي منه بدفع ما عليه من إيجارات بلغت ما يقرب من ثلاثة ملايين ريال.

اعتقالات وسجن وإخفاء قسري للمعلمين

عشرات ومئات وآلاف المدرسين حالهم هو نفس حال المعلم عبد الله الكامل في إب، وهو حال المعلمين في باقي المحافظات الخاضعة لسيطرة عصابة الحوثي الذين لا تختلف مأساتهم ومعاناتهم.

وفوق هذا يتم إلزامهم إجباريًا بالتدريس والحضور يوميا، وتهديدهم بنصف الراتب الذي يصرف ثلاث إلى أربع مرات في العام، أي بمعدل راتبين في السنة خاضعين للخصميات والتبرعات وما إلى ذلك، مع تعمد ممنهج من قبل القائمين على القطاع التربوي الذين عينتهم العصابة من بلاطجتها في إهانة المعلم وإرسال عصابات لضربهم والاعتداء عليهم داخل مدارسهم، كما حدث مع العشرات من حوادث الاعتداء عليهم في مدارس شتى.

وفوق هذا أيضا، لم يسلم المعلمون وموظفو قطاع التربية من الاعتقالات والسجن والإخفاء القسري في سجون العصابة الحوثية، وتعريضهم لأبشع أنواع التعذيب كما حصل مؤخرا مع التربوي صبري الحكيمي والذي لم يخرج من سجن ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء التابعة لعصابة الحوثي الإرهابية الدموية إلا جثة هامدة بعد ستة أشهر من اختطافه في العاصمة صنعاء وإخفائه قسريًا وتهديد عائلته بتصفيته إن تم إبلاغ المنظمات والجهات الحقوقية عن اختطافه، حتى فارق الحياة واستلمته عائلته جثة هامدة ذهبت بها إلى المقبرة.


المصدر: المنتصف نت

تابع أيضاً

عاجل