المحتوى الرئيسى

اليمن.. الأزمة الاقتصادية تهدد السكن وتفاقم صراع المأوى

منذ 1 اسبوع - 2024-04-23 [60] قراءة

عند النظر إلى الوضع الحالي في اليمن، يمكن القول إن هناك صراعًا متزايدًا في قطاع الإسكان نتيجة للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. تأثير هذه الأزمة واضح على القيمة الهابطة للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، مما يزيد من الضغط على المواطنين اليمنيين ويضعهم في مواجهة مشكلتين رئيسيتين: ارتفاع أسعار الإيجارات بالعملات الصعبة والتشرد.

تعود أسباب هذا الصراع إلى الحرب التي تعصف باليمن منذ تسع سنوات، حيث أدى تدهور الاقتصاد الوطني والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والخدمات العامة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة. في ظل ضعف العملة المحلية وانخفاض الدخل القومي، أصبح من الصعب على العديد من الأسر، خاصة تلك ذات الدخل المحدود والمتوسط، تحمل تكاليف الإسكان، وذلك في ظل استقرار الرواتب على مدى عقود دون أي زيادة تُذكر.

يشهد المدن الرئيسية في اليمن، مثل صنعاء وعدن وتعز وحضرموت، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الإيجارات، حيث تجاوزت القدرة الشرائية للكثيرين، خاصة بعد أن أصبح الدفع يتم بالعملات الأجنبية بدلاً من العملة المحلية.

من خلال حواراتنا مع المواطنين اليمنيين، نجد أنهم يعانون من صعوبات كبيرة. تشكو مرفت أم لاربعة بنات، من سكان محافظة عدن، من ارتفاع أسعار الإيجارات في مدينته، حيث تجاوزت بشكل كبير قدرتها على تحملها. تقول: "كان العمل بالعملة المحلية يخفف الأعباء المالية، لكن مع تحول الدفع إلى العملات الأجنبية، أصبح الوضع صعبًا بشكل متزايد". وهذه القضية ليست فقط محدودة بمدينة عدن، بل تمتد إلى أنحاء البلاد.

ويضيف سامي السيد أنه يضطر للعمل في أكثر من وظيفة لسد العجز المعيشي ودفع إيجار المنزل. يقول: "أدفع مبلغًا قدره 150 ألف ريمني شهريًا كإيجار لشقة صغيرة، وهذا يمثل نصف دخلي الشهري من خلال عملي في وظيفيتين".

بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الإيجارات، فإن اليمن يشهد أيضًا تفاقمًا في مشكلة التشرد. تضررت العديد من المنازل والمباني بفعل الحرب، مما أجبر العديد من الأسر على مغادرة منازلهم والعيش في ظروف غير ملائمة. يعيش العديد من النازحين في مخيمات مؤقتة أو في مناطق غير آمنة، ويفتقرون إلى الخدمات الأساسية والظروف الملائمة للعيش.

تتطلب حلول شاملة لهذه المشكلة تعاونًا دوليًا وجهودًا مشتركة من الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي. يجب أن تولي الحكومة اليمنية أهمية قصوى لمعالجة أزمة الإسكان وتقديم الدعم اللازم للمواطنين في تأمين سكن لائق بأسعار معقولة. يمكن أن تشمل الحلول المحتملة توفير منازل ميسرة للدخول وتقديم دعم مالي مباشر للأسر الفقيرة والنازحة.

في النهاية، تعد أزمة الإسكان في اليمن تحديًا كبيرًا يجب معالجته بجدية. يجب أن يتعاون الجميع للعمل على توفير سكن لائق ومستدام للمواطنين اليمنيين والحد من تفاقم صراع المأوى والتشرد.


يتحدث عن: اليمن 

المصدر: نافذة اليمن

تابع أيضاً

عاجل