المحتوى الرئيسى

هل سيتم في الأيام القادمة الإعلان عن ترتيبات جديدة لتسليم الرواتب واستئناف المفاوضات بين الشرعية والمليشيات؟

منذ 1 اسبوع - 2024-04-23 [84] قراءة

استأنف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، جولة جديدة من جولاته ولقاءاته في المنطقة بدأها، الأحد، في مسقط بلقاء كبير مفاوضي جماعة الحوثي التابعة لإيران، وعدد من الدبلوماسيين العُمانيين، وها هو اليوم الثلاثاء يختتم زيارته للرياض بعد لقاء جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، ووزير الخارجية في الحكومة المعترف بها، شائع الزنداني، والسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.

جاء ذلك، بالتزامن مع لقاء وفد من مكتب غروندبرغ بنائب وزير المالية في عدن، هاني وهاب، في دلالة على أن ثمة جديداً ومحفزاً أيضاً دفع الوسيط الأممي لاستئناف لقاءاته بهذا المستوى.

ومن ناحية أخرى، يرى مراقبون أنه ليس ثمة جديد وراء استئناف هذه اللقاءات، في ظل تعقيد المشهد اليمني وما أسفرت عنه الهجمات البحرية للحوثيين من نتائج تغير معها الموقف الأمريكي من مسار التسوية، وإصراره على ربط هذا المسار بإيقاف تلك الهجمات التي يقول الحوثيون إنهم مستمرون فيها “تضامناً مع غزة”. حسب زعمهم.

وكان غروندبرغ قد أكد في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي خلال هذا الشهر خطورة اللحظة الراهنة للسلام في اليمن، محذراً من استمرار تجاهل التسوية اليمنية ووضعها في غرفة الانتظار، مطالباً بعدم ربطها بتسوية قضايا أخرى.

وسبق له وطالب الوسيط الأممي الأطراف اليمنية بعدم استغلال الأوضاع الراهنة للتخلي عن التزاماتهم تجاه ما تم التوافق بشأن خريطة الطريق.

أعلن غروندبرغ، مساء الثلاثاء، اختتام زيارته للرياض، وقال في تدوينة على منصة إكس إنه التقى خلالها بالرئيس رشاد العليمي ووزير الخارجية شائع الزنداني “لبحث سبل إحراز تقدم في خريطة الطريق الأممية”.

كما أشار إلى لقائه بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، وأكد على “أهمية الدعم الإقليمي المستمر لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في اليمن”.

تشدد أمريكي!

يصر الموقف الأمريكي على ربط مسار السلام في اليمن بإيقاف الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، الأمر الذي قد يدفع المراقب إلى التشاؤم من إمكانية أن تكون مساعي الوسيط الأممي قد حققت نجاحاً في الدفع باستئناف مفاوضات التسوية، والترتيب للتوقيع على ما تم الاتفاق عليه في مسودة خريطة الطريق، التي كان المبعوث الأممي قد أعلن في ديسمبر الماضي، موافقة الأطراف اليمنية على مجموعة من الترتيبات ذات العلاقة بها. بحسب ما نشرت "القدس العربي".

وفي هذا السياق لم يوضح غروندبرغ، فيما أعلنه عن اختتام الزيارة للرياض، أن ثمة نتائج تحققت في هذا الاتجاه.

إمكانية استئناف المفاوضات

على الطرف الآخر، مراقبون يرون أن ثمة إمكانية لاستئناف مفاوضات التسوية من حيث توقفت، في حال كانت الرياض قد استطاعت أن تضغط على واشنطن بضرورة المضي في مسار السلام، وعدم ربط قضية التسوية في اليمن بقضايا أخرى، وهو ما يدفع إلى ترجيح صحة التسريبات الإعلامية الأخيرة قبل بدء هذه الجولة للمبعوث الأممي، والتي كانت تتحدث عن ضوء أخضر سعودي لاستئناف جهود الوساطة العمانية والسعودية، بما يسهل من مهمة الوسيط الأممي للمضي باستئناف واستكمال ما كان قد تم البناء عليه في الجولات السابقة، وبخاصة بين الحوثيين والسعوديين، وتضمنته ترتيبات ما تعرف بخارطة الطريق.

ما يعزز من أهمية هذه الفرضية هو ما أكده الحوثيون من أن اللقاءات الأخيرة للوسيط الأممي تأتي في سياق تحييد الملف الإنساني والبدء بتسليم المرتبات وتبادل الأسرى وفتح الطرقات وتصدير النفط، وفقاً لتدوينة نشرها، الإثنين، على منصة إكس وزير الدولة في حكومة مليشيات الانقلاب الحوثية غير المعترف بها، عبدالعزيز البكير، والتي تحدث فيها عن استئناف نقاشات في مسقط مع وسطاء أمميين وعُمانيين حول خريطة الطريق للتسوية في اليمن.

وقال إن رئيس الوفد التفاوضي للجماعة، محمد عبد السلام، قد التقى المبعوث الأممي ودبلوماسيين عُمانيين “لمناقشة توافقات صنعاء والرياض بشأن السلام في اليمن وتحييد الملف الإنساني والبدء بتسليم المرتبات وتبادل الأسرى وفتح الطرقات وتصدير المشتقات النفطية”.

إلا أن الاحتمال بعدم جدوى الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي بين طرفي النزاع ما زال قائماً في حال لم يتم الإعلان خلال الأيام القليلة المقبلة عن ترتيبات جديدة، بما فيها الإعلان عن لقاء مباشر بين الحكومة والحوثيين لمناقشة ما تم الترتيب له، والاتفاق على برنامج التوقيع على الخريطة، والآلية التنفيذية لبنود المرحلة الأولى ذات العلاقة بالجانب الإنساني والاقتصادي، وهو احتمال ضعيف في ظل ما حمله تصريح غروندبرغ عن زيارته للرياض، مما يرجح بقاء مسار السلام في اليمن خارج الجاهزية في الوقت الراهن.


المصدر: المشهد اليمني

تابع أيضاً

عاجل