المحتوى الرئيسى

الكرملين.. «الحصن الأحمر» في قلب موسكو

منذ 1 اسبوع - 2024-05-08 [59] قراءة

على مدار قرون طويلة، كان الكرملين رمزا لروسيا حيث كان مقرا للقياصرة ومن بعدهم قادة الاتحاد السوفيتي ورؤساء الدولة.

الكرملين وهو كلمة روسية تعني "القلعة"، يتميز بهندسة معمارية مذهلة من الطوب الأحمر ويقع على قمة تل بوروفيتسكي وسط العاصمة موسكو، متاخماً للساحة الحمراء، التي تفصله عن بقية المدينة.

ويشغل الكرملين مساحة ضخمة تصل إلى 70 فدانا وتحيط جدرانه التي يبلغ ارتفاعها بين (5 و19 مترا) اربع كاتدرائيات و5 قصور والعديد من المكاتب الحكومية وذلك وفقا لما ذكره موقع الموسوعة البريطانية "بريتانيكا".

ويعود تاريخ الكرملين إلى وقت مبكر من القرن العاشر عندما أسس الأمير يوري دولغوروكي مدينة موسكو حيث أمر ببناء أول جدران للقلعة من الخشب لكنها احترقت بنيران المغول الذين اجتاحوا روسيا في القرن الثالث عشر وبعد ذلك وفي عام 1340، شيد إيفان الأول جدرانا أكثر ثباتا من خشب البلوط.

وكانت النقلة الحقيقية للكرملين على يد الأمير ديمتري دونسكوي الذي نجح في هزيمة المغول وأعاد بناء جدران القلعة باللون الأبيض بين عامي 1367 و1368 وفي هذه الفترة أصبح الكرملين موطنا للمؤسسات السياسية والروحية الكبرى في روسيا.

وفي أواخر القرن الخامس عشر أعيد بناء الكرملين واكتسب مظهرا جديدا ليكتسي باللون الأحمر المميز له حيث كان القيصر إيفان الثالث المعروف باسم "ايفان العظيم" يهدف إلى إنشاء ما أسماه "روما الثالثة".

ودعا القيصر المهندسين المعماريين الإيطاليين لتصميم مجمع جديد باللون الأحمر، الذي كان شائعا في شمال إيطاليا لكن لم يسبق استخدامه في روسيا، كما قام المهندسون ببناء عدد من الكاتدرائيات داخل مجمع الكرملين.

ورغم انتقال عاصمة روسيا من موسكو إلى سان بطرسبرغ على يد القيصر بطرس الأكبر في عام 1712، ظل الكرملين موقعا احتفاليا ودينيا.

ومع تتويج كاترين العظيمة عام 1762، عادت بعض سلطات الدولة إلى الكرملين.

وفي عام 1812، قاد نابليون الأول جيشه إلى موسكو ورغم انسحابه، إلا أنه زرع الألغام في الكرملين مما جعل أجزاء منه تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها في حين نجت أجزاء أخرى بفضل الأمطار.

وفي عام 1849، جرى الانتهاء من بناء قصر الكرملين الكبير، الذي صممه المهندس المعماري الروسي كونستانتين تون والذي أصبح مقرًا إمبراطوريًا، وذلك على الرغم من استمرار القيصر في قيادة الحكومة من سانت بطرسبرغ.

وبعد الثورة الروسية عام 1917، أصبحت موسكو مرة أخرى عاصمة للدولة وأعيد استخدام العديد من المباني الدينية في الكرملين.

وفي محاولة لتجنب الغارات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، جرت تغطية أبراج الكرملين وطلاء أسطحها بألوان باهتة وبعد الحرب، أمر جوزيف ستالين بطلاء جدران الكرملين باللون الأحمر.

في عام 1955، جرى تحويل الكرملين إلى متحف في الهواء الطلق، ولا يزال جزء كبير من المجمع مفتوحًا للجمهور حتى اليوم.

وفي عام 1961، انتهى بناء قصر الدولة في الكرملين وفي عام 1990، جرى إدراج الكرملين ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.

من يحمي الكرملين؟

وتتولى حماية الكرملين حاليا وحدة عسكرية خاصة تسمى "فوج الكرملين" وبعض الوحدات الأمنية الفيدرالية الأخرى، وكذلك شرطة موسكو.

المقر الرئيسي لـ"فوج الكرملين" يقع داخل الكرملين، لذلك فأفراده هم المعنيون في المقام الأول بمهمة حماية المباني من الداخل والخارج، ومراقبة الأنشطة في الداخل والخارج.

وتضع موسكو معايير صارمة لاختيار أفراد هذه الوحدة، إذ يخضعون لاختبارات بدنية صعبة ويجب أن يتمتعوا بحاسة سمع قوية للغاية.

ويشارك في الحماية جهاز الأمن الرئاسي (SBP)، وهو وكالة حكومية اتحادية معنية بالمهام المتعلقة بحماية رئيس روسيا وأسرته، وكذلك الرؤساء السابقين وأسرهم.

aXA6IDEwMi4yMjMuMTg3LjUxIA==

جزيرة ام اند امز


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل