المحتوى الرئيسى

على العالم أن يتأهب لهجوم الأوبئة.. دراسة تحذر من تبعات تغير المناخ

منذ 1 اسبوع - 2024-05-10 [64] قراءة

تم تحديثه الجمعة 2024/5/10 10:03 م بتوقيت أبوظبي

أظهرت دراسة جديدة أن العديد من التغييرات واسعة النطاق التي يحركها الإنسان على الكوكب بما في ذلك تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي وانتشار الأنواع الغازية تجعل الأمراض المعدية أكثر خطورة على الناس والحيوانات والنباتات.

قام العلماء بتوثيق هذه التأثيرات من قبل في دراسات أكثر استهدافا ركزت على أمراض وأنظمة بيئية محددة. على سبيل المثال، وجدوا أن ارتفاع درجة حرارة المناخ قد يساعد على انتشار مرض الملاريا في أفريقيا، وأن انخفاض تنوع الحياة البرية قد يؤدي إلى زيادة حالات مرض لايم في أمريكا الشمالية.

لكن البحث الجديد، يشير إلى أن هذه الأنماط متسقة نسبيا في جميع أنحاء العالم وعبر شجرة الحياة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن كولين كارلسون، عالم الأحياء بجامعة جورج تاون، والذي لم يكن مؤلف التحليل الجديد، قوله: "إنها خطوة كبيرة إلى الأمام في العلوم.. هذه الورقة هي واحدة من أقوى الأدلة التي أعتقد أنها تم نشرها والتي توضح مدى أهمية أن تبدأ النظم الصحية في الاستعداد للوجود في عالم يعاني من تغير المناخ، مع فقدان التنوع البيولوجي".

وفي ما قد يكون نتيجة أكثر إثارة للدهشة، وجد الباحثون أيضا أن التحضر يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المعدية.

ركز التحليل الجديد، الذي نُشر في مجلة Nature، على 5 "دوافع للتغير العالمي" تعمل على تغيير النظم البيئية في جميع أنحاء الكوكب: تغير التنوع البيولوجي، وتغير المناخ، والتلوث الكيميائي، وإدخال الأنواع غير المحلية، وفقدان الموائل أو تغيرها.

قام الباحثون بتجميع بيانات من الأوراق العلمية التي فحصت كيفية تأثير واحد على الأقل من هذه العوامل على نتائج الأمراض المعدية المختلفة، مثل شدتها أو انتشارها. وتضمنت مجموعة البيانات النهائية ما يقرب من 3000 ملاحظة حول مخاطر الأمراض التي يتعرض لها البشر والحيوانات والنباتات في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

ووجد الباحثون، في جميع المجالات، أن 4 من الاتجاهات الخمسة التي درسوها - تغير التنوع البيولوجي، وإدخال أنواع جديدة، وتغير المناخ، والتلوث الكيميائي - تميل إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض.

وقال جيسون رور، عالم بيئة الأمراض المعدية بجامعة نوتردام وكبير مؤلفي الدراسة: "هذا يعني أننا على الأرجح نلتقط أنماطًا بيولوجية عامة.. إنه يشير إلى أن هناك أنواعا مماثلة من الآليات والعمليات التي من المحتمل أن تحدث في النباتات والحيوانات والبشر".

ووجد الباحثون أن فقدان التنوع البيولوجي لعب دورا كبيرا بشكل خاص في زيادة مخاطر الأمراض، وافترض العديد من العلماء أن التنوع البيولوجي يمكن أن يحمي من الأمراض من خلال ظاهرة تعرف باسم تأثير التخفيف.

وقال الدكتور رور إن النظرية تقول إن الطفيليات ومسببات الأمراض، التي تعتمد على وجود مضيفين وفيرين من أجل البقاء، سوف تتطور لصالح الأنواع الشائعة، بدلا من تلك النادرة. ومع تراجع التنوع البيولوجي، تميل الأنواع النادرة إلى الاختفاء أولاً. وقال: "هذا يعني أن الأنواع المتبقية هي الأنواع المختصة، تلك التي تجيد نقل الأمراض".

مرض لايم هو أحد الأمثلة التي يتم الاستشهاد بها كثيرا، وقال الدكتور رور إن الفئران ذات الأقدام البيضاء، والتي تعد الخزان الأساسي للمرض، أصبحت أكثر هيمنة على المناظر الطبيعية، حيث اختفت ثدييات نادرة أخرى. قد يفسر هذا التحول جزئيا سبب ارتفاع معدلات الإصابة بمرض لايم في الولايات المتحدة.

ويمكن للتغيرات البيئية الأخرى أن تؤدي إلى تضخيم مخاطر الأمراض بطرق متنوعة، على سبيل المثال، يمكن للأنواع المدخلة أن تجلب معها مسببات أمراض جديدة، ويمكن للتلوث الكيميائي أن يضغط على أجهزة المناعة لدى الكائنات الحية، ويمكن لتغير المناخ أن يغير تحركات الحيوانات وموائلها، مما يجعل الأنواع الجديدة في اتصال ويسمح لها بتبادل مسببات الأمراض.

ومن الجدير بالذكر أن التغير البيئي العالمي الخامس الذي درسه الباحثون (فقدان الموائل أو تغيرها) يبدو أنه يقلل من خطر الإصابة بالأمراض.

للوهلة الأولى، قد تبدو النتائج متعارضة مع الدراسات السابقة، التي أظهرت أن إزالة الغابات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض تتراوح بين الملاريا والإيبولا، لكن الاتجاه العام نحو تقليل المخاطر كان مدفوعا بنوع محدد من تغير الموائل، وهو زيادة التحضر.

قد يكون السبب هو أن المناطق الحضرية تتمتع في كثير من الأحيان ببنية تحتية أفضل للصرف الصحي والصحة العامة مقارنة بالمناطق الريفية - أو ببساطة لأن هناك عددا أقل من النباتات والحيوانات التي تعمل كمضيف للأمراض في المناطق الحضرية.

وقال الدكتور كارلسون إن الافتقار إلى الحياة النباتية والحيوانية "ليس بالأمر الجيد.. وهذا لا يعني أيضا أن الحيوانات الموجودة في المدن تتمتع بصحة أفضل".

ولا تنفي الدراسة الجديدة فكرة أن فقدان الغابات يمكن أن يؤدي إلى زيادة الأمراض؛ وبدلا من ذلك، فإن إزالة الغابات تزيد من المخاطر في بعض الظروف وتقلل منها في ظروف أخرى، على حد قول الدكتور رور.

aXA6IDEwMi4yMjMuMTg3LjUxIA==

جزيرة ام اند امز


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل