المحتوى الرئيسى

كورونا المستجد يهدد اقتصاد تركيا الهش

منذ 4 سنة - 2020-04-01 [330] قراءة

بدا الاقتصاد التركي في طريقه إلى التعافي بعد انكماشه قبل أن يضرب مؤشراته فيروس كورونا المستجد، لتسارع أنقرة لاحتواء الأضرار عبر إجراءات تحفيز بالمليارات وسط دعوات دولية إلى مزيد من الجهود. 

 

وبلغت حصيلة الوفيات جرّاء "كوفيد-19" في تركيا 168 مع تسجيل 10 آلاف و827 إصابة، لكن تسري مخاوف من احتمال تدهور الوضع بشكل كبير. 

 

وبينما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق هذا الشهر عن حزمة بقيمة 15 مليار دولار لدعم الاقتصاد، إلا أن الخبراء يحذّرون من ارتفاع مرتقب في معدلات البطالة وانخفاض النمو.

 

 

ويشير الخبراء كذلك إلى التداعيات المدمّرة المحتملة للوباء على قطاع السياحة الذي يؤمّن وظائف لمئات الآلاف.

 

ويكمن القلق بشكل أساسي في حقيقة أن الاقتصاد التركي كان قبل تفشي الوباء يحقق نموا طفيفا للغاية منذ أزمة الليرة عام 2018.

 

وأفادت وكالة "مودي" للتصنيف الائتماني بأنه من بين أعضاء مجموعة العشرين "ستكون تركيا الأكثر تأثرا بانكماش تراكمي في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني والثالث بنحو 7,0%" في 2020.

 

وحتى 19 مارس/آذار الجاري، لم يرَ وزير المال التركي براءت ألبيرق "أي مخاطر على الاقتصاد الآن"، معربا عن أمله حينها في الوصول إلى نسبة نمو تبلغ 5% للعام الجاري.

 

وأضافت "مودي" أن "الصدمة ستصيب بشكل أكبر على الأرجح القطاعات ذات الصلة بالسياحة خلال الصيف".

 

وفي سوق مفتوح في أنقرة، بدا القلق على السكان من البطالة بينما تخوف التجار من إمكانية عدم تمكنهم من إطعام عائلاتهم.

 

وقال بائع الخضار محمد أرسلان إن الوضع "صعب"، لأن زبائنه في الغالب من فئة المتقاعدين الذين طُلب منهم البقاء في المنازل.

 

وتساءل الشاب البالغ من العمر 35 عاما: "إن لم نستطع تأدية هذه الوظيفة، كيف بإمكاننا أن نعيش؟".

 

وقال تجار آخرون إن المبيعات انخفضت بنسبة 70-80%.

 

وارتفعت نسبة العاطلين عن العمل إلى 13,7% العام الماضي في حين لم تزد على 11% في 2018، بينما وصلت نسبة التضخم إلى 12,37% الشهر الماضي.

 

وأبدت بيلغه جيهان (44 عاما) العاطلة عن العمل قلقها من تداعيات الوباء.

 

وقالت: "كيف بإمكاني الاستمرار في البحث عن العمل؟ كيف سيكون شكل سوق العمل بعد كل هذا؟"، مضيفة أن مدخراتها لن تكفيها إلى الأبد.

 

بدوره، ذكر المحلل في مركز أبحاث "جلوبال سورس" أتيلا يسيلادا أن إجراءات السلطات التركية توافقت مع تلك التي اتخذتها بلدان أخرى "لكنها غير كافية إطلاقا بناء على التوقعات التي في ذهننا أنا وخبراء آخرون".

 

وحذر من خسائر عديدة في الوظائف مع إغلاق الكثير من المتاجر، وأوصى بأن تمنح الحكومة دعما ماليا بسهولة أكبر.

 

وذكرت الحكومة في منتصف الشهر الجاري أن نحو 150 ألف عمل تجاري أغلقت مؤقتا.

 

وقال يسيلادا إن "الطريقة الأمريكية هي الطريقة الأكثر أمانا: اكتب شيكا ولا تسأل أي سؤال"، مضيفا: "ذلك من أجل ضمان ألا تضر البطالة ببقية الاقتصاد".

 

وأعلن أردوغان الأسبوع الماضي إجراءات إضافية تشمل 1,1 مليار دولار لدعم العمال من ذوي الأجور الأدنى، إثر انتقادات طالت الحزمة الأولى بأنها تساعد الأعمال التجارية أكثر من الموظفين أنفسهم.

 

وقال إنه سيتم منح ألف ليرة تركية (155 دولارا) لمليوني عائلة من أصحاب الدخل المنخفض.

 

أما وزير المال، فقال إنه ستكون هناك خطة لدعم التوظيف للحفاظ على الوظائف، يمكن للأعمال التجارية تقديم طلب بشأنها.

 

وقال يسيلادا إن ميزانية الحكومة العام الماضي أنفقت "بسخاء"، مضيفا أن السيولة قد تنفد، وبالتالي قد تضطر السلطات إلى طباعة المزيد من النقود، وهو ما من شأنه أن يزيد معدل التضخم.

 

لكنه أشار إلى أنه كان لدى تركيا خيار طلب أموال من صندوق النقد الدولي وهو أمر سبق وتعهّد أردوغان بتجنبه.

 

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة أكبر شركة استثمارات عائلية في تركيا "إساس القابضة" جغطاي أوزدوغرو إن اقتصاد تركيا بحاجة إلى تعافي الاقتصادات الغربية، وهو أمر "قد يستغرق بعض الوقت".

 

وذكر أن النمو في تركيا قد يتراجع على المدى القريب قبل أن يتحسن مجددا.

 

بدوره، شدد يسيلادا على أن "الوضع الحالي غير مسبوق. الجميع يخطئ و90% مما تقوم به تركيا حاليا يستند إلى النموذج الدولي، لكن عليهم القيام بالمزيد".


المصدر: اليمن العربي

تابع أيضاً

عاجل