المحتوى الرئيسى

بقرارات سريعة ووعي مجتمعي.. مصر توأد مخططات الإخوان بأزمة كورونا

منذ 3 سنة - 2020-05-29 [471] قراءة

لا يتوانى تنظيم الإخوان الإرهابي في استغلال الأحداث والأزمات في مصر  للهجوم على مؤسسات الدولة أو الوقيعة بين السلطة والمواطنين بغية تحقيق انتصارات لا توصف غير بأنها وهمية كون معاركها لا تتخطى وسائل التواصل الاجتماعي التي تديرها كتائبها الإلكترونية.

ورغم كون أزمة كورونا جائحة دولية يعاني منها العالم أجمع إلا أن التنظيم الإرهابي لا يكف عن إظهار أي سلبيات بمصر والتركيز عليها رغم أن القاهرة من أقل دول المنطقة تضررا من تداعيات الفيروس.

ومع مخاوف المصريين الطبيعية من أزمة كورونا، اعتقدت الجماعة الإرهابية أن التحريض على الدولة وبث الشائعات سيكون يسيرا إذا ما استخدمت أدواتها المعتادة عبر حسابات وهمية على شبكات التواصل الاجتماعي إلا أن الشعب المصري وأد فتنتها بالتكاتف والتعاضد حول مؤسسات بلاده وقيادتها لسياسية.

وخلال اليومين الماضيين، سارعت كتائب الإخوان الإلكترونية لاستغلال تلويح بعض الأطباء بالاستقالة، ضمن مخططها لإثارة الرأي العام في البلاد.

وبينما تحاول الجماعة الإرهابية تأليب الرأي العام على الأطباء من جهة، وتحريض الأطباء أنفسهم من جهة أخرى، عبر لجان إخوانية فاعلة ترتكز في كل من قطر وتركيا، في محاولة يائسة لإثارة الفتنة، إلا أنها اصطدمت بواقع التحرك المؤسسي السريع من خلال حزمة من الإجراءات لأجل حماية الأطقم الطبية.

ووفرت وزارة الصحة مخزونا كافيا من المستلزمات الوقائية في المستشفيات البلاد وأماكن لعزل الأطباء بالمستشفيات، فضلا عن إجراء تحليل لكافة الأطقم عند دخولهم المستشفى لقيامهم بمهام عملهم، وأيضا عند خروجهم منه بعد انتهاء مهمتهم.

وتوج اهتمام الدولة بمطالب الأطباء، بلقاء رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، بنقيب الأطباء، أمس الخميس، واستجابته لعدد من مطالبهم في مقدمتها توسيع إجراء التحليل الـ"بي سي آر" للمخالطين للأطباء واعتبار شهداء الأطباء كشهداء الجيش والشرطة، محبطا جميع فتن الإخوان الإرهابية. 

[embedded content]

معركة وعي 

ويرى النائب البرلماني والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية (تابعة للجيش)، اللواء حمدى بخيت، في حديثه لـ"العين الإخبارية" أنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الجماعة التشكيك في الدولة المصرية، ونشر شائعات تمس الجنود في كل المواقع بداية من الجيش المصري وصولا للأطقم الطيية، لكن ازدواجية خطابها أصبحت واضحة للجميع.  

وبحسب "بخيت" فإن المعركة باتت معركة الوعي، قائلا: "أهم عنصر في هذا الصراع الدائر في مجال حرب المعلومات هو الوعي والذي يتم رفعه بأعمال إلكترونية وإعلامية ودارمية مضادة، بالإضافة لردع العناصر الإرهابية المكتشفة علي الأرض سواء من خلال مباحث الانترنت أو إبلاغ المواطنين عن أي صفحات مشبوهة.

يتفق مع بخيت المتحدث باسم البرلمان البمصري صلاح حسب الله، الذي يقول لـ"العين الإخبارية" إن "المعركة الحالية معركة وعي بالأساس.

وأوضح أن "الشائعات طالته في الفترة الأخيرة عندما فبرك الإخوان تصريحات له عن حرمان الأطباء من بدل عدوى يتقاضونه في حال إضرابهم، وهو ما دفعه لنفيها رغم أن الأطباء لم يلتفتوا لها ولم يصدقها أحد، وهذا يعني أن الرهان يبقى علي وعي المصريين وتحرك الدولة بكل مؤسساتها". 

الكتائب الإلكترونية.. وصناعة الإرهاب المحلي

يقول الباحث في شؤون الإسلام السياسي، محمد مختار قنديل، لـ"العين الإخبارية" إن جماعة الإخوان عملت منذ انتشار فيروس كورونا على ثلاث مستويات رئيسية، أخطرها وأكثرها حدة الكتائب الإلكترونية على مواقع التواصل وترويج الشائعات.

ويضيف أن الإخوان استغلت حظر التجوال الجزئي وما يساهم به من مشاهدة أكثر واطلاع على رسائلها، ومن ثم عملت على تغذية القضايا الخلافية الداخلية التي يظهر أثرها على المدى المتوسط والبعيد.

وعن هذا المستوى، يوضح قنديل أن "كتائب الجماعة تكثف من اتجاها نحو مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها وسيلة من وسائل التأثير على الرأي العام السريعة الانتشار، لهذا عملت هذه اللجان على انتقاد السياسات المتبعة في مكافحة الوباء، ومحاولة خلق قضايا محلية خلافية تحفز نشاط الجماعة والمجموعات المتطرفة، مثل سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم تعويض المتضررين، إلى جانب محاولة خلق الفتن من خلال التسويق لقضايا مثل الأطباء المتضررين من العمل في ظل الجائحة". 

وحاولت الجماعة الإرهابية، عبر لجانها الإلكترونية، الترويج لشائعات منذ بداية انتشار كورونا كان أبرزها التشكيك في أعداد المصابين في مصر وهو ما ردت عليه منظمة الصحة العالمية ونفت إمكانية حدوثه، ثم ادعاء الإخوان إصابة نزلاء في السجون المصرية بفيروس كورونا للإفراج عن منتسبيها، وأخيرا بث الفتنة، في صفوف الأطقم الطبية وتخريضهم على الاستقالة بعد التشكيك في قدرة الدولة على مكافحة تداعيات الفيروس المستجد.

شركاء الإخوان.. فتاوى مأجورة ومسيسة

أما المستوى الثاني في تعامل الإخوان مع أزمة كورونا، بحسب الباحث محمد مختار قنديل، فهو تركيزها في "تصريحات الأتباع".

وتعتمد فيها الجماعة على تصريحات منفصلة لرموزها تظهر بشكل غير رسمي، ومنها تصريحات مفتي لييبا "الصادق الغرياني" في السابق وانتقاده اغلاق المساجد، وهي محاولة لتأليب الرأي العام على الحكومات، وهو مستوى أكثر حدة من الظهور العام للجماعة، خاصة  في ظل ما تعانيه من رفض مجتمعي شعبي عربي ودولي".

وظهر المستوى الثالث، الذي يصفه قنديل بأنه "الأقل اهتمام وفائدة للجماعة من الناحية العملية"، في إطلاق الجماعة مبادرة "شعب واحد.. نقدر" وعقدها مؤتمر بتقنية الفيديو بعنوان "التعاون والمشاركة فريضة"، كمحاولة بائسة للظهور في صورة فصيل شعبي وطني.

كيف تدار الكتائب الإخوانية؟

بدوره، يكشف عمرو فاروق، الباحث في شوؤن الحركات الإرهابية، أن "كتائب الإخوان يعملون وفق خطة مدروسة، وبتوجيهات ومتابعة من غرفة عمليات مخصصة لإدارة المنظومة الإعلامية للجماعة الإرهابية، وهي تضم قيادات إخوانية وأجهزة المخابرات التركية والقطرية".

ويقول فاروق إن "الاتفاق كان واضحا منذ البداية وهو عدم عمل تلك المنظومة الإعلامية بمنآى عن مخابرات هذه الدول؛ لأن معظم هذه المنابر تتم علي أرضها، وموجهة ضد نظام سياسي مستهدف من قبل أنقرة والدوحة، إلى جانب دول أخرى في المنطقة العربية مثل اليمن وليبيا، وهي محل أطماع دولية".

ويضيف: "لذا فإن الآلة الإعلامية الإخوانية التي يتم توظيفها من قبل التنظيم الدولي للإخوان وأجهزة المخابرات مدروسة بدقة حتي الشائعات التي يتم بثها ممنهجة تستهدف نقاطا محددة داخل كيانات الدولة المصرية".

ويشير الخبير المختص إلى أن "الإخوان تدربوا على ما يعرف بنظرية "خراطيم الأباطيل" في جورجيا عام ٢٠٠٦، وهي نظرية استخدمت خلال الحرب الباردة تستهدف خلق منابر إعلامية متعددة تبث آلاف الشائعات بصورة مكثفة، لإحداث حالة من التشكيك لدى الرأي العام.

ويربط فاروق بين توظيف الإخوان لهذه النظرية ويين التدريبات التي تلقاها شباب الجماعة والمرتزقة، وهو ما نتج عنها إنشاء حسابات وهمية في لحظات محددة تقوم بصناعة ما يسمى بالتريند، قائلا: "الحسابات الوهمية أنشات من قبل الخلايا التابعة لأجهزة المخابرات بهدف العمل علي توجهات أطماع الجماعة الإرهابية ومشروعها داخل الشرق الأوسط".


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل