مفاجأة الكاردينال تضع مستقبل الهلال السوداني في مهب الريح
مع اقتراب عودة الحياة إلى الدوري السوداني بعد توقف دام 3 أشهر بسبب فيروس كورونا، كان نادي الهلال على موعد مع مفاجأة صادمة لم تكن في الحساب، بعد أن قرر رئيسه أشرف الكاردينال التنحي عن منصبه، وعدم خوض غمار المعركة الانتخابية لدورة جديدة.
وكان الكاردينال رفض محاولات اللجنة الإستشارية لنادي الهلال لإثنائه عن قراره الخاص بعدم الترشح لدورة رئاسية جديدة، وقال إنه سيكتفي بما قدمه للنادي الأزرق خلال السنوات الماضية، وأنه بصدد القيام بنقلة في أنشطته والاتجاه إلى عالم السياسة، متعهدا بمواصلة دعم الهلال، وأنه سيكون سندا لمن يتولى دفة القيادة من بعده.
واستقبلت الأقطاب الهلالية تنحي كاردينال بحالة من التباين، إذ رأى بعضهم أن النادي فقد مموله الأول في ظل أوضاع اقتصادية قاسية، بينما أكد آخرون أن ناديهم العريق به العديد من الكفاءات والأثرياء الذين سيتسلمون الراية للخروج به إلى بر الأمان.
ويتولى أشرف الكاردينال، وهو رجل أعمال مشهور، رئاسة الهلال منذ يوليو/ تموز 2014، ووصل النادي في عهده إلى مراحل متقدمة في بطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الأفريقي، كما دعم الفريق بعناصر محترفة عبر صفقات مليارية.
حيرة شديدة
وبدت الحيرة واضحة على اللجنة الاستشارية لنادي الهلال، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم الانتخابات، بعد أن فشلت في إقناع الكاردينال، وعدم تلقيها طلبات ترشح من شخصيات لها وزن مالي تستطيع تسيير شؤون النادي الأزرق.
وقال الهلال طه علي البشير، رئيس اللجنة الاستشارية، لـ"العين الرياضية"، إنهم ظلوا طيلة الأيام الماضية في اجتماعات مكثفة، واتصالات بالكاردينال، بغرض إقناعه بالاستمرار حتى لو لموسم واحد إضافي لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع.
وأضاف: "جميعنا يدرك المصاعب الاقتصادية التي تمر بها بلادنا، لكننا نثق في قدرة الكاردينال على تسيير النادي خلال الفترة القادمة والسعي وراء نيل بطولة دوري أبطال أفريقيا في المواسم المقبلة، لأنها حلم كل الهلاليين خاصة أن الفريق وصل لمراحل متقدمة أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة".
وشدد الخبير الرياضي محمد عوض على أن ذهاب الكاردينال في هذا الوقت سيضر بالهلال كثيرا، فالنادي فقد مصدر تمويله الرئيسي، مما سيؤدي إلى تسرب اللاعبين للأندية الأخرى، وبالتالي تراجع مستوى ونتائج الفريق الأزرق.
سيناريو المريخ
وقال عوض، خلال حديثه لـ"العين الرياضية": "حسب متابعتي حتى الآن لم يتقدم مرشح مقتدر ماليا لخلافة الكاردينال، وهذا الوضع مشابه لحالة نادي المريخ الذي عانى كثيرا عقب مغادرة جمال الوالي لرئاسته".
ويعتمد الهلال كغيره من الأندية السودانية على رجال الأعمال الذين يتقلدون رئاسته كمصدر رئيسي للتمويل، إذ ليست لديه استثمارات أو أنشطة اقتصادية أخرى.
لكن القطب الهلالي السيد الكوارتي يؤكد أن ناديه لن يتأثر برحيل الكاردينال، وأنه لم يسبق له عبر تاريخه أن تدهور بسبب تنحي رئيسه.
سنة الحياة
وأوضح الكوارتي لـ"العين الرياضية": "لن يتأثر الهلال بمغادرة الكاردينال، الذي شهدت فترته كثيرا من الأخطاء التي دمرت الفريق كالتخلص من أميز اللاعبين".
وأضاف "التغيير سنة الحياة، وحواء الهلال قادرة على إنجاب من يخلف الكاردينال ويقود النادي إلى حيث تتمنى جماهير الموج الأزرق الوفية".
