المحتوى الرئيسى

جاريث بيل.. كيف تحطمت الأسطورة بمضرب جولف؟

منذ 3 سنة - 2020-09-18 [184] قراءة

رياضة

حسام الدين جمال

الجمعة 2020/9/18 07:24 م بتوقيت أبوظبي

انتهت رحلة الجناح الويلزي جاريث بيل مع ريال مدريد الإسباني، بعودته إلى توتنهام الإنجليزي، ناديه السابق، خلال فترة الانتقالات الصيفية، على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد.

ومن المقرر أن ينتهي عقد بيل (31 عاما) مع ريال مدريد في صيف 2022، أي أنه سيصبح لاعبا حرا بعد موسم واحد من انتهاء فترة الإعارة مع توتنهام.

مشروع أسطورة

بيل، الذي انضم إلى ريال مدريد في صيف 2013 قادما من توتنهام مقابل 101 مليون يورو، كان بمقدوره حفر اسمه بين أساطير النادي الملكي، خاصة بعد الفترة الطويلة التي قضاها بين جدرانه (7 مواسم)، والتي لم يصل لها عدة من أساطير مدريدية، منهم زين الدين زيدان، مدرب الفريق الحالي، الذي لعب 5 مواسم مع الفريق (2001-2006).

السجل التهديفي للنجم الويلزي مع ريال مدريد ليس سيئا للغاية، حيث أحرز اللاعب 105 أهداف خلال 251 مباراة، وصنع 68 هدفا آخر، كما ساهم في تتويج الفريق بـ13 لقبا.

وبخلاف عدد الأهداف، فإن بيل سجل العديد من الأهداف التاريخية الخالدة في أذهان مشجعي ريال مدريد، منها هدفه الشهير في نهائي كأس ملك إسبانيا عام 2014، الذي قاد به الريال للفوز على الغريم برشلونة 2-1، وفي العام ذاته كان هو صاحب الهدف الثاني للفريق الملكي ضد أتلتيكو مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي مهد لفوز كتيبة المدرب كارلو أنشيلوتي بنتيجة 4-1.

كذلك فإن بيل أحرز واحدا من أجمل الأهداف في تاريخ دوري الأبطال، من مقصية مذهلة في شباك ليفربول بنهائي نسخة 2017-2018، الذي فاز به ريال مدريد 3-1 ليتوج بلقبه الـ13 والأخير حتى الآن في البطولة.

جاريث بيل، الذي اشتهر بتفضيله ممارسة الجولف ومتابعته على كرة القدم، سلك 3 طرق لتحطيم أسطورته مع ريال مدريد، تستعرضها "العين الرياضية" في السطور التالية.

إهدار الفرص 

حصل بيل على عدة فرص ذهبية للتألق مع ريال مدريد، أبرزها بعد رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي في صيف 2018، تاركا موقعه كهداف ونجم أول للفريق شاغرا.

وظهر بيل بمستوى مخيب في الموسم التالي لرحيل رونالدو (2018-2019)، حيث شارك في 42 مباراة في هذا الموسم، سجل خلالها 14 هدفا فقط، فضلا عن صناعته 7 أهداف، وهي أرقام بعيدة للغاية عمّا كان يقدمه كريستيانو للفريق.

مستوى بيل استمر في التراجع في الموسم التالي (2019-2020)، حيث سجل 3 أهداف وصنع هدفين، خلال 20 مباراة مع الفريق المدريدي.

اللاعب حصل على دعم من قطاع من الجماهير المدريدية، التي رأت أنه يحتاج لمساحة أكبر وقليل من الصبر، من أجل العودة لحالة التألق التي ظهر بها في أول موسمين مع الفريق الملكي.

وبالرغم من العلاقة المتوترة بين بيل وزيدان، إلا أن المدرب الفرنسي منح الجناح الويلزي عدة فرص لإثبات جدارته، وذلك في فترته الأولى كمدير فني (2016-2018)، وأيضا في الفترة الثانية التي بدأت في مارس/ آذار 2019، لكن هذه المحاولات ذهبت سدى.

لا يمكن إغفال أن الإصابات كان لها دور كبير في انخفاض مستوى بيل وتراجع معدل مشاركاته، لكن اللاعب أيضا لم تظهر منه مؤشرات توضح رغبته في تحسين وضعه مع ريال مدريد.

الانعزال عن الفريق

في 2019، أي بعد 6 سنوات لبيل مع ريال مدريد، سخر البرازيلي مارسيلو ظهير الفريق المدريدي من قلة معرفة اللاعب الويلزي باللغة الإسبانية، حيث قال إنه لا يعرف منها سوى عدد محدود من الكلمات، رغم الفترة الطويلة التي عاشها في مدريد.

جهل بيل باللغة الإسبانية كان أيضا مثار انتقاد الإعلام الإسباني، لما يعنيه من انعزال النجم الويلزي عن باقي زملائه، وصعوبة تواصله معهم.

ولا يبدو أن بيل كان مهتما كثيرا بالتواصل مع زملائه في ريال مدريد وتوطيد علاقته معهم، وأظهر اهتماما أكبر بلعب رياضة الجولف المحببة إليه، عن دعم زملائه في المباريات التي غاب عنها لأسباب مختلفة.

كذلك فإن مباريات ريال مدريد التي حضرها بيل من المدرجات، كان دوما يغادر الملعب قبل نهايتها بدقائق، ويبدو أن سبب مكوثه هو لوائح النادي التي تعاقب اللاعبين في حالة مغادرة المدرجات قبل موعد محدد، عادة يكون قبل نهاية اللقاء بعدة دقائق.

معاداة الجميع 

بخلاف توتر علاقته مع زيدان، وانعزاله عن باقي اللاعبين، بيل لم يكترث أيضا بالإبقاء على علاقة جيدة مع إدارة أو حتى جماهير ريال مدريد، بل وسعى لاستفزازهم ومعاداتهم.

وكيل أعمال بيل وجه انتقادات قوية لإدارة ريال مدريد في أكثر من مناسبة، لأسباب تتعلق أحيانا بوضعه مع الفريق، وفي أحيان أخرى بسبب عرقلتها لرحيل اللاعب في صيف 2019.

وقبل اقتراب اللاعب من توتنهام، أكدت تقارير صحفية أن بيل يصر على الاستمرار حتى نهاية عقده والحصول على راتبه كاملا (15 مليون يورو)، حتى لو قضى الفترة المتبقية له مع النادي دون لعب مباراة واحدة، وهو قرار مستفز لإدارة النادي الملكي، الذي يعاني من أزمة مالية بسبب فيروس كورونا.

وبعد مباراة ويلز والمجر في تصفيات أمم أوروبا 2020، نهاية العام الماضي، احتفل بيل مع زملائه في المنتخب بحمل علم بلادهم كتبت عليه عبارة "ويلز، الجولف، ريال مدريد، بهذا الترتيب"، في إشارة لأغنية أطلقتها الجماهير الويلزية، تشير إلى أن جناح ريال مدريد يضع الفريق المدريدي في آخر اهتماماته.

تصرف بيل أثار استياء مشجعي ريال مدريد، وانتقدته أيضا وسائل الإعلام الإسبانية، إلا أن بيل اكتفى بالتعليق قائلا: "دائما نحب دعم الجماهير وغنائهم، هم اللاعب رقم 12"، دون أن يسعى لاحتواء غضب الجماهير المدريدية.


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل