المحتوى الرئيسى

المقاومة.. امتداد سبتمبري لإسقاط خرافة الولاية

منذ 3 سنة - 2020-09-18 [219] قراءة

لم تات ثورة 26 سبتمبر عام 1962م من فراغ، ولم تكن حدثا عابرا أو صدفة تاريخية.. بل جاءت هذه الثورة العظيمة كثمرة نضال طويل خاضه الشعب اليمني وقدم خلاله تضحيات جسيمة على درب الحرية والكرامة ومن اجل الانعتاق من الطغيان والاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما..

لقد توالت التضحيات عاما بعد آخر طوال عقود ولم يستكن الشعب اليمني أو يخضع للكهنوت والطغيان على مدى اكثر من قرن من الزمن.. شعب بالفطرة خلقه الله حرا وسيد نفسه.. يرفض التسلط والظلم والاستغلال تحت اي مسمى ويتمسك بحقوقه كاملة ولا يتنازل عنها مطلقا وفي مقدمتها حقه في السلطة والثروة والشورى، لقد فضل الموت وحياة المنافي والجوع على ان يعيش مسلوب الحق والكرامة.. شعب لديه ارث حضاري في الحياة والممارسات الشوروية والدولة المؤسسية التي تتعدد فيها السلطات.. شعب يرفض الحكم الوارثي أو السلالي واكذوبة الاصطفاء العرقي، مثلما يرفض العصبيات المقيتة المناطقية والعنصرية والطائفية والمذهبية.

وفي إطلالة سريعة على التاريخ اليمني سنجد انه تاريخ ثورة وثوار.. كل فصوله انتفاضات وثورات ومقاومة ضد الكهنوت، إلى درجة انه لم يستطع اي كاهن ان يحكم اليمن كاملة لأنهم على شاكلة المجرم عبدالملك الحوثي والطاغية يحيى حميد الدين أو من سبوقهما أمثال الدجال المحطوري وغيره من المجرمين الذين مارسوا حرب إبادة بحق أبناء الشعب اليمني محاولين اخضاعه واستعباده بالنار والحديد أو باسم الخرافات التي ينسبونها للدين الإسلامي كما يزعمون تارة بالوراثة وتارة أخرى بخرافة الولاية باسم غدير خم أو بالأصح غدير قم..

وما يهمنا اليوم هو التأكيد أن الشعب اليمني شعب حر.. شعب ثائر ومقاوم كابرا عن كابر منذ أيام الدعي الرسي وحتى الدعي الحوثي، شعب عصي، لم يدب اليأس أو الاحباط أو الانكسار داخله في أفظع فترات الإرهاب والطغيات، بل نجد الأحرار في مثل هذه المحن يتسابقون للشهادة واجتراح البطولات بفخر واعتزاز ويسطرون اروع الصفحات في نضال شعبنا ضد الكهنوت.. ها نحن نشاهد اليوم شباب اليمن يفجرون الارض مقاومة.. كل منطقة في اليمن تشتعل براكين تحت اقدام الكهنة وعملاء ايران.. وهذا امتداد نضالي تاريخي لشعبنا على مر العصور ضد الحكم الفردي باسم إمام او ولاية أو غيرها من المسميات.. وعلى دجال مران ان يستفيد من حقائق التاريخ ويدرك أنه لن يحكم شعبنا وبلادنا أبدا.. وعليه أن يدرك انه لم تزدهر اليمن الا خلال الدويلات التي ليس لها علاقة لها بالكهنة مثل الدولة الرسولية والدولة العامرية والدولة الزيادية والدولة الصليحية.. وما عدا ذلك كانت مجرد نماذج لكهنة الدمار والخراب وحرب الابادة كفترة السفاح المطهر شرف الدين او المبشع المحطوري أو غيرهما.. والتي كلها انتهت بثورات ودفنها الشعب اليمني إلى الابد كما دفن بيت حميد الدين بثورة 26 سبتمبر..

لدى الشعب اليمني تاريخ مشهود من الثورات والانتفاضات منذ ايام الرسي وحتى ابان فترة لسان اليمن ابو الحسن الهمداني مرورا بثورة الحجرية وثورة الفقيه سعيد وثورة يافع وثورة المقاطرة وثورة الزرانيق التي استمرت اكثر من اربع سنوات في عشرينيات القرن الماضي وبرغم حرب الابادة التي ارتكبها آل الوزير والامام احمد الا ان جذوة الثورة لم تنطفئ في قلوب اليمنيين.. توهم الطغاة انهم سيحكمون إلى الابد بإرهابهم وانتهاكهم للحرمات وقتل الشباب وجر مئات الاحرار والثوار بقيود مربطين بسلسلة واحدة مشيا على الاقدام من المقاطرة ومن تهامة ومن اب إلى سجون صنعاء وحجة.

لم يحبط الشعب ولم يستسلم وهو يتضور جوعا ويعاني من الفقر والجهل والتخلف.. لكنه شعب يمتلك قوة عظيمة حطمت كل القيود التي فرضها عليهم الكهنة.. ولعل ثورة 1948 ثورة الدستوريين كانت اكبر تجل للروح الثورية لشعبنا اليمني. افهموا.. لقد ثار الشعب من اجل ايجاد دستور في البلاد.. ولم يكن في اليمن الا ثلاث مدارس واحدة في زبيد ومدرسة الايتام بصنعاء والمدرسة الاحمدية بتعز.. وجاء الحوثي يتكلم عن خرافة الولاية والبلاد فيها 18 الف مدرسة وجامعات ولجنة انتخابات للرئاسة والبرلمان والمحليات..

لقد فشلت ثورة 48 وأباح الإمام أحمد صنعاء للغوغاء فنهبوا كل شيء فيها وبعد ذلك قطع رؤوس الثوار وعلقها بميادين صنعاء وحجة.. واعتقد انه انتصر ايضا. لكن الشعب اليمني لم ينكسر ولم يصب بالاحباط أو يهتز من النهاية التراجيدية لثوار الثورة الدستورية، ولم تمر بضع سنوات حتى خرج الضابط احمد الثلايا عام 1955م واعلنها ثورة ضد الطاغية احمد يا جناه.. وفشلت ثورة الشهيد الثلايا.. وسيق هو ورفاقه وتم اعدامهم بميدان الشهداء.. وقف الابطال في ساحات الاعدام شامخين رافعي الرؤوس مؤمنين بعدالة قضيتهم وبان نهاية الكهنة حتمية..

وظل الطاغية احمد يرفض مطالب الشعب فواجه ثورة القبائل عام 1959 واعدم قادتها.. ولم تمر فترة من الزمن حتى قام الشهداء العلفي واللقية والهندوانة بمحاولة اغتيال الطاغية احمد في مستشفى الحديدة عام 1961..

ووصل الشعب اليمني إلى قناعة باستحالة اجراء اصلاحات لنظام كهنوتي أو تغيير امام بامام.. فقررالضباط الاحرار اقتلاع الحكم الامامي الكهنوتي برمته من الجذور لانقاذ اليمن وشعبها فقامت ثورة 26 سبتمبر.. ودك الثور اوكار الكهنة، فهب الشعب يدافع عن جمهوريته وحريته وكرامته..

لقد استطاع ثوار سبتمبر أن يحاكموا الكهنة ويفضحوا عجزهم وتخلفهم ولصوصيتهم ويكشفوا للاجيال والعالم انهم سبب تخلف اليمن، وبرهنوا على ذلك بالتطور الذي تحقق للبلاد خلال خمسة عقود وتحديد خلال فترة حكم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح الذي طرز وجه الوطن بالمنجزات وتوج تاريخه النضال بالدفاع عن الثورة والجمهورية في انتفاضة ديسمبر بان ما تحقق لليمن لم يحققه الكهنة خلال الف عام.

اليوم الشعب اليمني يحتفل بعيد الثورة السبتمبرية ويسقيها بدماء خيرة ابنائه المدافعين عن الجمهورية والذين يواصلون النضال الوطني في الساحل الغربي ومارب والضالع والجوف وتعز وكل منطقة في اليمن.. كما تتوالى الانتفاضات من حجور إلى صنعاء إلى دمت إلى اب إلى جبن إلى العود إلى عتمة... الخ، بل إن كل الشعب يترقب الفرصة للانقضاض على المجرم عبدالملك الحوثي وعصابته، ولن يكون ذلك اليوم ببعيد، لأن الظروف مهيأة لانتصار داخليا وخارجيا للقضاء على ميليشيات الحوثي الايرانية واستعادة الجمهورية ومؤسسات الدولة المختطفة..


المصدر: وكالة خبر للانباء

تابع أيضاً

عاجل