المحتوى الرئيسى

شباب يقتحمون أرض "الحرائق والأفاعي" لإنقاذ "وحوش بانتانال"

منذ 3 سنة - 2020-09-18 [419] قراءة

أتت الحرائق المستعرة في بانتانال على مساحات شاسعة من المنطقة المصنفة أحد أبرز معاقل التنوع الحيوي في البرازيل.

لكن حجم الخراب لم يثن متطوعين شباباً عن التحرك للحد من الخسائر خصوصاً على صعيد الثروة الحيوانية.

تراقب البرازيلية الشابة إدواردا فرنانديس الأفق عند نهر بيكيري بحثاً عن نمور أمريكية تعرضت لإصابات جراء الحرائق في بانتانال.

وتستعر النيران منذ أكثر من أسبوع في المنطقة وهي بلغت متنزه "إنكونترو داس أجواس" الطبيعي، الذي يضم أعلى نسبة تركيز لهذه الحيوانات في العالم.

وطالت الحرائق أكثر من 85% من أصل 109 آلاف هكتار في هذه المنطقة المحمية، التي يعيش فيها ما لا يقل عن 150 نمرا أمريكيا.

غير أن هذا لا يثبط عزيمة إدواردا الملقبة "دودا"، وهي مرشدة سياحية في سن العشرين تتابع عمليات البحث بلا هوادة بصحبة فريق من المتطوعين يضم أطباء بيطريين وعلماء أحياء.

وتقول الشابة البرازيلية: "نستهدف الحد بأكبر قدر ممكن من أضرار الحرائق، من خلال ترك المياه والغذاء في تصرف هذه الحيوانات واجتياز النهر لإيجاد حيوانات جريحة".

وهي تركت سويابا عاصمة ولاية ماتو جروسو في وسط البرازيل الغربي قبل 5 سنوات للإقامة في منطقة بورتو جوفري التي تشكل المركز الأبرز للسياحة البيئية في بانتانال حيث يتوافد زوار من العالم أجمع للتمتع بالمناظر الخلابة في المنطقة الغنية بالثروة الحيوانية والنباتية.

وبعد سنوات من التنقل، يرقب فريق المتطوعين نمرا أمريكيا ذكرا يستريح عند ضفة النهر في ظل شجرة.

ويركز الحيوان بدقة على أفراد المجموعة الذين يدنون منه حاملين قفصا.

وتنطوي مهمة الإمساك بنمر أمريكي لمعالجته على صعوبة فائقة، إذ تتطلب استخدام الكثير من السهام المخدرة.

ويوضح جورجي سالوماو الطبيب البيطري في منظمة "أمبارا أنيمال" للرفق بالحيوانات أن المواد المنومة تحتاج إلى حوالي 10 دقائق ليبدأ مفعولها، وخلال هذه المدة "قد تتخذ الأمور منحى سلبياً بالكامل".

وبفضل قدراته العالية في السباحة، يمكن للنمر الأمريكي أن يحاول الهرب ويواجه خطر الغرق فور فقدانه وظائفه الحركية.

وفي ظل الحر الشديد ووسط المساحات الحرجية المتفحمة في كل مكان، يتساءل الأطباء البيطريون عن صحة النمر الأمريكي، قبل أن ينهض الحيوان فجأة ويتقدم ببطء نحو ضفة النهر لتناول الماء.

ويوضح جورجي سالوماو: "هو يحرك ذيله ويحافظ على انتباهه، ويبدو أنه لا يشعر بألم حاد. هو يواجه صعوبة في المشي لكن من الأفضل تركه يتعافى بمفرده، ولا حاجة للإمساك به".

لكن الفريق سيعود مع ذلك خلال بضعة أيام للاطمئنان على صحة الحيوان.

وفي الأسبوع الماضي، اضطر الفريق عينه للإمساك بنمر أمريكي تعرض لإصابة خطرة في قوائمه، قبل نقله بالطوافة إلى سويابا.

ويجتاز متطوعون آخرون بالمركبات الرباعية الدفع طريق ترانسبانتانيرا الترابية التي تعبر بانتانال وتربط بورتو جوفري ببوكونيه الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمالا.

وتقضي مهمة هؤلاء بوضع حصص مياه وفواكه (موز وتفاح وبابايا) في 70 موقعا محددا جرى التعرف إليها عبر نظام التموضع "جي بي أس"، داخل معالف مخصصة للحيوانات التي لم يعد لديها ما تأكل بسبب الحرائق.

ويقول إندرسون باريتو الطالب في الطب البيطري البالغ 22 عاما: "الحرائق بحد ذاتها مشكلة خطرة، لكنّ الجوع والعطش اللذين تعانيهما الحيوانات بعدها ليسا أقل سوءا".

ويضع جميع المتطوعين في بانتانال قفازات سميكة وتجهيزات حماية للساقين تفاديا للدغات الأفاعي.

وتحمل لوسيانا جيماريس وهي طبيبة بيطرية أخرى، بين ذراعيها قردا صغيرا تعرض للصدم لدى اجتيازه الطريق.

لكنها تحافظ على الأمل، قائلة: "الطبيعة قوية ويمكنها استعادة الحياة حتى هنا حيث يبدو كل شيء محترقاً.

 لكن الأمر "قد يستغرق وقتا طويلا مع الأسف. ومن دون طعام، لا يمكن للحيوانات أن تنتظر".


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل