المحتوى الرئيسى

يمنيون : "21 سبتمبر" : يوماً أسود في تأريخ بلدنا العربي.

منذ 3 سنة - 2020-09-21 [143] قراءة

مرت ست سنوات عجاف وما يزال شعب الجمهورية العربية اليمنية يقاوم بكل شراسة مشروع الإمامة التي عادت بعد مرور أكثر من 50 عاماً على محو نظامها الكهنوتي، الذي ظل حينها جاثم يمارس استبداديته على هذا الشعب العربي لعقود تحت مظلة إدعاء الحق الإلهي بالحكم والتفرد به.

ونفذت مليشيا الحوثي قبل ستة أعوام بقوة السلاح وبدعم كبير من إيران في مثل هذا اليوم او ما يطلق عليه اليمنيون "نكبة 21 سبتمبر" إنقلابها على الدولة في هذا البلد الواقع في شبه الجزيرة العربية وحولت كل مافيه بحسب أراء ابنائه إلى خراب ودمار.

وقضت المليشيا المدعومة من إيران طيلة تلك السنوات الست على كل ما هو جميل في حياة ابناء هذا الشعب العربي الشقيق، ويؤكد المراقبون أن لا تعريف آخر بات لدى اليمنيين عن هذا اليوم الذي سقطت فيه عاصمتهم التاريخية "صنعاء" بيد المليشيا الكهنوتية التي أنبرت من كهوف جبال مران للإنقضاض والإستيلاء على السلطة سوى أنه يوم النكبة، بينما آخرون يصفونه بـ "اليوم الأسود".

ويشير عدد من اليمنيين بان بلدهم عاد قروناً إلى الوراء في مختلف المجالات بسبب النظام القهري المفروض من قبل المليشيا، سياسياً وتعليمياً واجتماعياً واقتصادياً.

ووصف الكثير من أبناء العربية اليمنية يوم "21 سبتمبر" بانه يوماً أسود يربطهم بماضي الكهنوت الإمامي البائد، الذي ثار عليه آباؤهم وأجدادهم فاستكملوا سلسلة ثوراتهم بثورة الـ"26 من سبتمبر 1962م" التي أخرجت البلد من الجهل والعزلة والمرض إلى الإنفتاح على العالم وإلى نور العلم ووسائل المعرفة.

وتحدث الكثير من الساسة والنشطاء اليمنيين بان عاشوا طيلة السنوات الست الماضية يقارنوا بين ما قبل النكبة وما بعدها، مشيرين الى ان هذه المرحلة اسقطت لدى الأجيال كل ما قرأوه وسمعوه على واقع اليوم، إذ يرى الجميع واقعاً ملموساً أن تكميم الأفواه ومصادرة الحريات ومغادرة مربع السياسة في ظل سلطة المليشيا بات سيد الموقف ونتاجاً لست سنوات من هذه الكارثة التأريخيه.

ووفقاً لمصادر يمنية فقد أنجزت مليشيا الحوثي طوال السنوات الماضية من حكمها التسلطي الجائر إلى جانب ثلاثية الفقر والجوع والمرض التي يعيشها السكان في مناطق سيطرتها وجعلت من الموت شعارها وفي صرخاتها واحتفالاتها مع قتل كل طفل رضيع وشيخ مسن ومختطف تحت التعذيب، أنجزت "مشاريع موت" ووضعت حجر الأساس لمئات المقابر او ما تسميها بـ"الروضات" في مختلف المحافظات اليمنية.

وبحسب ذات المصادر، دفعت مليشيا الحوثي خلال ست سنوات من الحرب الدامية التي أشعلت شرارتها إرضاء لإيران وإشباعاً لنزواتها الشيطانيه وتنفيذاً لمخططاتها الرامية إلى تدمير البلاد، اليمنيين إلى أتون الحرب والأزمات والمآسي والتشظي والإنقسام ومربع الفوضى الذي لم ينته بعد.

وشنت المليشيا حملات تجنيد واسعة في أوساط الأطفال وصغار السن، وزجت بهم الى جحيم المهالك بهدف تحقيق مكتسبات ميدانية على حساب هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين جندت منهم ما لا يقل عن 30 ألف طيلة هذه الفترة.

ووفقاً للمصادر نفسها، عمدت مليشيا الحوثي المتمردة طوال الست السنوات الماضية على عزل مناطق سيطرتها عن العالم لتغطية جرائمها وانتهاكاتها المستمرة بحق أبناء الشعب، ومن أجل تحقيق ذلك أمعنت في قمع الصحافة والإعلام، ونفذت حملات اختطافات واعتقالات واسعة طالت الصحفيين والناشطين والسياسيين والأكاديميين.

وأكدت تقارير يمنية بان ما لا يقل عن "500" سجن ومعتقل تابع للمليشيا الكهنوت، هي ثمرة حكم هذه العصابة الإجرامية خلال ست سنوات من حربها الظالمة التي غيبت أكثر من 14 ألف ناشط في غياهب المعتقلات والسجون السرية، بينهم 3862 اخفوا قسراً لا يزال منهم 236 مخفياً في أماكن مجهولة ولا أحد يعلم عنهم شيئاً.

وأشارت التقارير ذاتها الى ان مجال الثقافة والفن والمسرح كان من بين الأهداف للمليشيا الحوثية التي أرادت العودة بالعربية اليمنية إلى عصور الظلام، ودفعت بعشرات المثقفين والفنانين إجباراً إلى جبهاتها وهو الأمر ذاته الذي قامت به المليشيا مع التعليم الذي قامت بتحريفه وتطييف المناهج وتجريف الهوية الوطنية وطمس معالمها بما يتناسب مع توجهاتها الجهوية والسلالية، كما ان بروز معدلات إرتكاب الجريمة وارتفاع نسب ومؤشرات حدوثها في مناطق مختلفة من سيطرة مليشيا الحوثي تعد نتاجاً لهذه النكبة، التي معها تنامت نزعات المناطقية والعنصرية والمذهبية والعرقية وتلاشت قيم الإخاء والتعايش والتماسك وتفككت عرى التلاحم المجتمعي، وأصبحت ثلاثية الفوضى والرعب والجريمة هي السائدة في كافة المناطق.

وذكرت التقارير الى ان المليشيا الحوثية ومنذ هذا اليوم المشؤوم اعتمدت على سياسة تفجير المنازل كاسلوب إجرامي وإرهابي يهدف للإنتقام من المعارضين والخصوم، حيث عكفت هذه المليشيا لنهج هذا الإسلوب على مدى الست السنوات التي مضت وتشير الأرقام إلى أن الحوثيين فجروا خلال تلك السنوات ما لا يقل عن 810 من منازل المواطنين والمناوئين لها في 17 محافظة يمنية وهو الأمر الذي لا يحمل في مفهومه سوى تعريف واحد لهذه وهو تحقيق الدمار والخراب في أقصى مراتبه.

ولفتت وسائل إعلام يمنية إلى ان من بين النتائج الكارثية لنكبة "21 سبتمبر" هو عودة الأمراض والأوبئة المختلفة التي انقرضت في السابق وأخرى لم يعهدها المواطنون في التفشي والإنتشار والظهور مجدداً في عهد سلطة الإمامة الكهنوتي.


المصدر: صحيفة المرصد

تابع أيضاً

عاجل