المحتوى الرئيسى

"أخونة" القارة السمراء.. مخطط تركي استخباراتي لابتلاع أفريقيا

منذ 3 سنة - 2020-09-24 [487] قراءة

لا تكل تركيا ولا تمل من محاولات فرض المشروع الإخواني في بقاع قارة أفريقيا، عبر حيل القوة الناعمة المتمثلة في مؤسسات غير حكومية ظاهرها خيري وباطنها الفساد والمتاجرة بفقر الشعوب. 

مؤسسة "عزيز محمود هدائي"، هي منظمة تركية غير حكومية مهّد بها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان لغزو أفريقيا عبر بوابة "فعل الخير والأعمال الإغاثية".

وتأسست المؤسسة الخيرية المزعومة عام 1985، وتُعرف نفسها على أنها منظمة غير حكومية تسعى لـ"تقديم خدمات خيرية في مجالات التعليم والخدمات الاجتماعية والإنسانية"، ووضعت لنفسها شعاراً مسموماً وهو "محاربة الفقر والجهل".

ويتبين من الأهداف الظاهرة التي سطرتها مؤسسة "هدائي" أنها من أخطر المنظمات التركية التي تزعم فعل الخير في اختراق الدول والمجتمعات عبر مسميات واهية.

تروج المنظمة التركية إلى أن أهدافها "محاولة تخفيف المصاعب المادية والروحية للناس في جميع أنحاء العالم من خلال مشاريع مختلفة والمساهمة في الجهود المبذولة لتلبية احتياجاتهم في تركيا والعالم الإسلامي".

وتعد مؤسسة "عزيز محمود هدائي" ثاني أكبر ذارع خيري لحزب "العدالة والتنمية" الإخواني الحاكم بتركيا بعد مؤسسة "إيليم يايمه" والتي يقودها أحمد حمدي طوباش، وهو شقيق رئيس بلدية اسطنبول السابق قدير طوباش المنتمي لحزب أردوغان، وفق ما تؤكده وسائل إعلام محلية.حقيقة "اختراق مخابراتي تركي إخواني لخدمة أطماع أردوغان التوسعية".

[embedded content]

وفي 2019 وبالتزامن مع تكالب النظام التركي على دول عربية وتصاعد نفوذه في أفريقيا، قرر أردوغان زيادة الدعم المالي لأذرعه الخيرية بإسطنبول من موازنة البلدية التي تبلغ نحو 4 مليارات دولار.

إذ منحها امتيازات كثيرة بالشكل الذي يساعدها على تنفيذ "مهام غير مشروعة"، بعد أن خصص لها مباني جديدة، وقطع أرض بقيمة 16 مليون ليرة تركية (مليونا دولار). 

القوة البيضاء 

في يونيو/حزيران الماضي، كشفت مؤسسة نورديك منيتور السويدية حقيقة أطماع أردوغان في أفريقيا وكيف بدأت بغطاء الأعمال الخيرية والمتاجرة بفقر الشعوب الأفريقية وعلاقاته مع بعض قادة القارة؟ 

ونشرت المؤسسة الفكرية التي مقرها ستوكهولم دراسة أكدت فيها أن أردوغان استخدم مؤسسة عزيز محمود هدائي لاستعادة ما يسمى بـ"قيادته الإسلامية" في أفريقيا في إشارة إلى الأوهام العثمانية، محاولا بها توسيع مخططاته القذرة منذ أن كان رئيساً للوزراء. 

المؤسسة السويدية أكدت أيضاً أن أردوغان مهّد لمشروعه الإخواني في أفريقيا منذ عدة سنوات بالتركيز على "القوة البيضاء" في إشارة إلى الجمعيات الخيرية وكذلك "إقامة روابط مع الجماعات المتطرفة"، وهو ما يؤكد دعم النظام التركي للإرهاب بالقارة.

وأشارت إلى أن "اهتمام أردوغان لم يكن فقط بليبيا" حينما غذى الحرب فيها بتدخله العسكري لصالح حكومة فايز السراج غير الدستورية، بل إن أطماعه "تشمل كل القارة الأفريقية"؛ حيث تمتد حتى جيبوتي والصومال والسودان.

ونبهت إلى أن النظام التركي اختار تلك الدول الثلاث لـ"تعزيز نفوذه في أفريقيا عبر اتفاقيات اقتصادية وعسكرية بهدف تعزيز مكانتها الإقليمية في حوض المتوسط والبحر الأحمر للسيطرة على موارد المنطقة".

المتاجرة بالدين

ومن بين الحقائق الخطرة التي توصلت إليها دراسة "نورديك منيتور"، استغلال النظام التركي الدين والفقر لتعزيز أيديولوجيته الإخوانية السياسية في أفريقيا عبر "مؤسسة هدائي" أيضاً.

وأشارت إلى دور المؤسسة الخيرية التركية التي تدعم حكومة أنقرة في بناء مدارس ومساجد بـ"خلفية إخوانية" في دول أفريقية كثيرة، بينها غانا التي شيدت بها مدرستان ومسجدا عام 2019.

ونبهت إلى أن خطة أرودغان عبر مؤسسة "هدائي" تضمن له "تحقيق أهدافه السياسية في غضون سنوات قليلة"، تم فيها الاعتماد على دليل تعليمي مسموم يروج لـ"دولة إسلامية".

دراسة المؤسسة السويدية كشفت عن هرولة أردوغان عقب الانقلاب العسكري المزعوم عام 2016 إلى "إحكام السيطرة على مدارس فتح الله غولن في أفريقيا من خلال إنشاء مؤسسة عامة جديدة"، وضعت لها علامة تجارية سمتها "مؤسسة معارف". 

وفضحت "نورديك منيتور" استغلال أردوغان علاقاته مع قادة أفارقة في الضغط عليهم لتسهيل مهام مؤسسة "هدائي" لتسهيل أعمالها، وكذلك لإغلاق المؤسسات المرتبطة بفتح الله غولن، خصوصاً في نيجيريا والصومال والسنغال وتنزانيا. 

اختراق 16 دولة أفريقية 

ومنذ أن صعد أردوغان إلى رئاسة الحكومة التركية سنة 2005، سعى لتنفيذ مخططه لاحتلال الدول بخطوات تدريجية وتمويه خبيث، كانت فيه مؤسسة "عزيز محمود هدائي" منطلقاً لهوسه بالسيطرة واستهداف أمن واستقرار الدول. 

ووصل عدد الدول الأفريقية التي اخترقتها "هدائي" إلى 16 دولة، لكن اللافت أن معظمها تنشط بها أخطر التنظيمات الإرهابية منذ أن وطأت أقدام تركيا في القارة بينها "داعش والقاعدة وبوكو حرام"، أو تعاني من حروب أهلية أو أزمات اقتصادية خانقة وفقر مجاعة. 

وهذه الدول الـ16، هي: بنين، بوركينا فاسو، الكاميرون، كوت ديفوار، إثيوبيا، غانا، مالي، النيجر، نيجيريا، أوغندا، السنغال، الصومال، السودان، تنزانيا، توجو، وزامبيا. 

ووصلت يد مؤسسة "هدائي" حتى إلى اليمن؛ إذ تزعم تقديم مساعدات غذائية وتعليمية، خصوصاً في محافظات حضرموت ومأرب والجوف.

وبهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية، سارع الرئيس التركي عبر زيارته المشبوهة والكثيرة إلى أفريقيا لتوسيع سفاراته والتي وصلت إلى 42 سفارة مع نهاية 2019 من أصل 54 بلداً أفريقياً.

وخلصت دراسة "نورديك منيتور" إلى أن تركيز أردوغان على زيادة نفوذ مؤسسة "هدائي" الخيرية المزعومة من خلال رحلاته المكوكية المشبوهة للقارة السمراء تتمحور حول هدف واحد وهو "التأثير السياسي والاقتصادي".

شبهة فساد غامضة

ومن خلال البحث المعمق عن تفاصيل مؤسسة "هدائي" ونشاطها المشبوه، يتضح أنها من الأذرع الخيرية التركية والإخوانية التي تعتمد على "المال المشبوه" لتنفيذ عمليات تتعدى "أعمال الخير والإغاثة" على حد زعمها إلى "أجندات أقرب إلى الأعمال الاستخباراتية".

ففي أبريل/نيسان 2016، ورد اسم مؤسسة "هدائي" التركية في وثائق بنما التي نشرت وثائق سرية هائلة عن قضايا فساد وتبييض الأموال في عدد من دول العالم. 

وأشارت إحدى وثائق بنما المسربة إلى مؤسسة "عزيز محمود هدائي" "من الكيانات التي تحتفظ بأموالها في حسابات خارج تركيا"، وهو ما يعزز فرضية أنشطتها ودورها المشبوه في أفريقيا المغطى بحجاب الخير ويخفي من ورائه. 


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل