المحتوى الرئيسى

النازية الحوثية.. إرهاب يثخن جروح الأسرى

منذ 3 سنة - 2020-10-18 [187] قراءة

سياسة

العين الإخبارية

- عدن

الأحد 2020/10/18 02:54 م بتوقيت أبوظبي

تمعن مليشيا الحوثي الإرهابية، في تعذيب الجرحى المقبوض عليهم في أرض المعارك، وخلافا لتجديد الإصابات السابقة، تلجأ لاستخدام الأسرى كحقول تجارب لفرقها الطبية المتدربة، في مشهد يعيد إلى الأذهان نهج الأطباء النازيين بالحرب العالمية الثانية. 

وكشف جنود أسرى، أطلقت مليشيا الحوثي سراحهم في العملية الأخيرة التي رعتها الأمم المتحدة، أنهم خضعوا لعدة مرات لعمليات جراحية فاشلة، عدت بمثابة تجارب حية تجرى من قبل مقاتلين حوثيين لأول مره وذلك من أجل التعلم والتدريب.

وإخضاع الأسرى أو المختطفين الجرحى لتجارب طبية قد تؤدي إلى الموت أو إلى إعاقة دائمة، دون موافقتهم، عمل محظور في القانون الدولي، وتعد أحد المبادئ التي وضعت خلال محاكمة أطباء النظام النازي بعد الحرب العالمية الثانية.

الشقيقان طارق وتاج الدين، المنحدرين من محافظة إب، سجّلا بطولة فريدة أثناء مشاركتهما في وحدات الاقتحام التابعة للمقاومة الوطنية بالتوغل بعمق مواقع المليشيات الانقلابية في بلدات بيت الفقيه بالساحل الغربي، لكنهما سقطا جرحى ووقعا أسرى في قبضة مليشيا الحوثيين.

وقعت حادثة أسر طارق وتاج الدين يوليو 2018، ولقي الأخوين مصيرا وحشيا داخل المستشفيات والسجون الحوثية التي عمدت إلى إثخان جراحهم في محاولة كسر إرادتهم البطولية.

إعاقة التجارب 

"عند أسري من قبل مليشيا الحوثي أصعدوني دورية عسكرية ورفضوا تقديم الإسعافات الأولية.. ونزفت الكثير من الدماء حتى فقدت الوعي"، يؤكد طارق قائد، أن قصته ليست الأولى عن سلوك الحوثيين مع الجرحى الأسرى المحظورة في اتفاقيات جنيف الأربع.

وقدمت المليشيا، جسد الثلاثيني طارق، الذي تعرض لإصابة بليغة في قدمه اليسرى، كخلية بشرية مكتملة لعناصرها المتدربة على إجراء تجارب العمليات الجراحية الطبية المروعة دون مخدر.

يروي المقاتل اليمني لـ"العين الإخبارية" أن مليشيا الحوثي حملته لأحد المستشفيات العسكرية التابعة لها ثم "جلبت لي عناصر حوثية لا يزال يتم تأهيلهم على الإسعافات والعمليات وكنت أشبه بدمية يتم إجراء التجارب عليها لا إنسان يتألم ويحس وخز إبرة".

ويضيف: "لم يقدموا لي أكثر من وقف نزيف الدم، ولم أحصل على العلاج، أجريت تجارب عمليات لعدة مرات، وتسببت لي العمليات الفاشلة على نفس الجرح لإعاقة دائمة وقصر في قدمي، ولم أعد استطيع المشي إلا بعكاز او بمساعدة آخرين".

وقضى طارق قائد داخل السجون الحوثية 26 شهرا، وتنقل طيلة هذه المدة عبر 6 سجون ومستشفيات غير قانونية بين الحديدة وصنعاء.

في السجن تضاعفت آلامه خصوصا في ظل طقس صنعاء البارد، ويتابع" كنت كلما أصرخ من الألم، يضربونني ويسحبونني، ويتدخل عناصرهم لإعطائي مسكنات ألم، أو إجراء أشعة مقطعية ثم أعود للزنزانة".

كما "كنت أخضع أثناء جلسات التحقيق للضرب المبرح مكان الجرح وكان المحققون يضغطون على قدمي بعنف حتى أدخل في غيبوبة من الألم".

اللقاء في الطائرة

الضرب مكان الإصابة أثناء جلسات الاستجواب، أكده أيضا "تاج الدين"، الذي وقع في الأسر وهو يحاول إنقاذ شقيقه "طارق" بعد تعرضه لطلقة قناص غادرة في ذات المعركة" عصبت مكان الجرح حينها بردائي ولكن كانت عناصر الحوثيين قد طوقت خندقي القتالي".

حينها، نُقلت لأحد المستشفيات الميدانية ولم أعد أعرف شيئا عن أخي يتابع المقاتل اليمني حديثه، "في المستشفى كان الأطباء، وهم مقاتلين حوثيين تحت التدريب، يضربونني مكان الجرح، بغية الحصول على معلومات عسكرية، على الرغم أن إصابتي لم تكن خطرة".

  ويقول لـ"العين الإخبارية"، إنه "أثناء جلسات التحقيق أيضا كنا نُعذّب بشدة من أجل الحصول على معلومات بخصوص المواقع وتحرك القيادات العسكرية، وقد ضربونني حتى كسرت إحدى أسناني". 

الأسير العشريني المحرر يضيف أنه لم يمر يوم إلا وخضع لجلسات تعذيب، وحرمان من الطعام، والضرب بمسيلات الدموع، وممارسة كل صنوف الانتقام والتنكيل في أدوار أرضية داخل سجني حدة والأمن المركزي بصنعاء والحديدة.

وتابع: "كنا ننام ونأكل ونعيش وسط كومة قمامة، ومارست الميليشيات ضدها عملية تجوع ممنهجة ، كنا نحصل على الكُدم "خبز" ناشف، وفي أحيان كثيرة يقدمون وجبة "عدس" فيما كانت القيادات العسكرية وأسرتنا تسلم قيادات الحوثيين مبالغ مالية تصل لآلاف الريالات من أجل التغذية لنا، لكنها كانت تصادرها وتمنع كل شيء.

ولفت إلى أن التعذيب خف فقط خلال الشهرين الماضين بعد أن تم إدراج اسمائهم إلى كشف التبادل المفرج عنهم إثر مخاوف المليشيا الحوثية من بقاء آثار التعذيب على أجسادهم

في طائرة الصليب الأحمر الدولي، أجتمع الشقيقان مرة أخرى بعد رحلة آلم افترقت عند الأسر ومرت بمستشفيات وسجون مختلفة، وذلك عقب إطلاق سراحهما في المرحلة الأولى لأكبر عملية تبادل للأسرى والمختطفين بين الشرعية والحوثيين، شملت 1056 محتجزا.

وعند وصولهما إلى مطار عدن الدولي، أكد الشقيقان طارق وتاج الدين، لـ"العين الإخبارية"، أنهما لا يستطيعان العودة إلى الأسرة والمنزل في مديرية القفر في محافظة إب الخاضعة للحوثيين.

ويختما بالقول: "عائدون للجبهات وسنعود أقوى إلى أسرتنا ونحن أبطال تحرير ذات يوم.. تضحيتنا رخيصة من أجل شعبنا".


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل