المحتوى الرئيسى

صحف عربية: تشكيل الحكومة في لبنان.. إلى الخلف قليلاً

منذ 1 سنة - 2022-08-08 [326] قراءة

يراوح ملف تشكيل الحكومة اللبنانية مكانه في ظل تمسك التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل بتوزيع الوزارات وفقاً لسياساته دون الإصغاء إلى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الساعي لتشكيل حكومة كفاءات تمهد لإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة، والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي ينعش الاقتصاد الذي دخل في نفق مظلم.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن ملف تشكيل الحكومة سيبقى في الأدراج، ليس حتى إشعار آخر، بل حتى عهد آخر وخصوصاً أن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية تبدأ في أول سبتمبر (أيلول) المقبل.

خلافات

قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن مشكلة تأليف الحكومة لا تزال عالقة بسبب مطالبة الرئيس ميشال عون بإبقاء وزارة الطاقة من حصته وحصة التيار الوطني الحر، أو استبدال وزارة الداخلية بها، وهو ما يرفضه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي منحها لشخصية سنية في التشكيلة التي قدّمها لعون والمؤلفة من 24 وزيراً وأبقى وزارة الداخلية مع الطائفة السنية.

وأكدت الصحيفة، أن باسيل (صهر عون) يطالب بضمانات وتعهدات قبل الإفراج عن الحكومة الجديدة، وهو ما يرفضه ميقاتي المتمسك بحكومة إصلاحات. ويطالب مسبقاً بمعرفة موقف رئيس الحكومة، ووزير المالية من رفع الغطاء والحماية عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لإقالته.

كما يطالب بالتزام رئيس الحكومة ووزير العدل ووزير المالية بتسهيل إنهاء التحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت المجمد حالياً بسبب الدعاوى المرفوعة من بعض الشخصيات الملاحقة من قاضي التحقيق، ضد الأخير، والعالقة في الهيئة الاتهامية في محكمة التمييز.

وأكدت الصحيفة، أن باسيل يصر على وجود السياسيين في الحكومة وهو ما يعكس أنه يريد أن يكون وزيراً فيها من أجل مشاركة رئيس الحكومة في الحصول على صلاحيات الرئاسة عندما يستجدّ فراغ رئاسي، وبالتالي يكون له دور في اختيار الرئيس المقبل عن طريق تأثيره في قرارات الحكومة ونفوذه فيها إذا طال هذا الفراغ، طالما يتعذر انتخابه هو بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

قالت صحيفة "البيان"، إن المماطلة ستكون سيدة الموقف في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، حتى بلوغ موعد 31 من الشهر الجاري، حينها يستطيع رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة مبكراً إلى الانتخابات الرئاسية، فيدخل البلد في أمر واقع جديد، تتغلب فيه معركة رئاسة الجمهورية على معركة تأليف الحكومة.

متاهات جديدة

وأكدت الصحيفة، أن ملف تشكيل الحكومة لا يزال واقعاً تحت الضربات القاسية بين بيانات الرئاستين الأولى والثالثة، ناهيك عن انزلاقه المتواصل نحو متاهات جديدة من الانهيار، أما على الجانب الآخر فارتفع منسوب التساؤل عما يُطبخ للبنان في الكواليس الإقليمية والدولية، وخصوصاً تحت سقف "مهلة سبتمبر"، التي وضعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنجاز كافة القوانين الإصلاحية المطلوبة، بموجب دفتر شروط صندوق النقد الدولي، مع ما يعنيه الأمر من انسداد الأفق أمام مناورات تضييع الوقت و"اللف والدوران" على حلبة الإصلاح، وهو ما انعكس تخبطاً وتوتراً متصاعداً بين أركانها أخيراً، لا سيما في ضوء تزاحم الاستحقاقات وتشابكها، دستورياً وإصلاحياً، في الأشهر الثلاثة الأخيرة لنهاية العهد الحالي.

وقالت الصحيفة، أيضاً إن الاشتباك الكلامي والسجالي الأعنف، الذي انفجر بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والتيار الوطني الحر، ومن خلفه الرئيس عون، وضع الحد النهائي هذه المرة لاحتمال نفاد الفرصة المتبقية لتشكيل حكومة جديدة قبل بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد أواخر مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل. 

عراقيل

صحيفة "الجمهورية" بدورها، قالت، إن تعطيل التأليف "لم يكن يوماً من جانب الرئيس المكلف وإنما من جانب رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر" جبران باسيل.

وأوضحت الصحيفة، أن ميقاتي قدم، إثر الاستشارات النيابية غير الملزمة، تشكيلة وزارية إلى رئيس الجمهورية ولكن الآخر لم يرد عليها بعد لا سلباً ولا إيجاباً حتى الآن، ما يعني أن كرة تأليف الحكومة ما تزال في ملعبه وليس في ملعب الرئيس المكلف الذي بادر عشية عطلة عيد الأضحى إلى الاتصال بعون طالباً موعداً للقاء بينهما، حتى الآن لم يحدد هذا الموعد فيما بادر باسيل ومعاونوه إلى تسريبات أعاقت ولا تزال تُعيق تأليف الحكومة بدءاً من تسريب أن ميقاتي "وعد" بزيارة عون بعد عودته من عطلة العيد، وقبلها تسريبهم أسماء التشكيلة التي أودعها ميقاتي رئيس الجمهورية، وصولاً إلى شن حملة عليه واتهامه بالتعطيل وأن التشكيلة منعدمة المعايير والتوازن، فيما لم يسمع الرئيس المكلف بعد أياً من هذه الملاحظات من رئيس الجمهورية مباشرة حتى الآن حتى يبني على الشيء مقتضاه.

رفض

من جهتها، قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن البطريرك الماروني بشارة الراعي أكد رفضه "وجود إرادة بعدم تشكيل حكومة قبل انتهاء ولاية عهد رئاسي"، عاداً أن هذا الأمر "خطير ومرفوض عشية الاستحقاق الرئاسي".

ولمح الراعي إلى السجالات الإعلامية بين "التيار الوطني الحر" ورئاسة الحكومة اللبنانية، حين قال في عظة الأحد: "نشهد بألم وغضب اندلاع حملات إعلامية قبيحة بين مرجعيات وقوى سياسية مختلفة في مرحلة تحتاج فيها البلاد إلى الهدوء والتعاون"، مشيراً إلى أنه "من شأن هذه الحملات أن تخلق أجواء متوترة تؤثر سلباً على نفسية المواطنين الصامدين رغم الصعوبات، وعلى الاستقرار والاقتصاد والمال والإصلاحات، وعلى الاستحقاقين الدستوريين: تشكيل حكومة جديدة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية".

وأضاف: "ما نلمسه هو أن الهدف من هذه الحملات هو طي مشروع تشكيل حكومة والالتفاف على إجراء الانتخابات الرئاسية بفذلكات دستورية وقانونية لا تحمد عقباها".


المصدر: تحديث نت

تابع أيضاً

عاجل