المحتوى الرئيسى

وشأنك النصر (شعر)

منذ 1 سنة - 2022-09-27 [190] قراءة

قصيدة الشاعر هشام باشا في العيد ال60 لثورة 26 سبتمبر الخالدة في اليمن: وشأنك النصر (شعر)

لم يعرِفِ الدّهرُ آلاً غير آلِ سبا

والصّخرُ يشهدُ أنّ النّقش ما كذبا

فاجمع ملازِم عبدِ النّارِ، وارمِ بها

للنّارِ، فالنّارُ أولى بالذي حطبا

لا سُوق للزّيفِ في مِحرابِ أُمّتِنا

لكي تبيع بهِ الآياتِ والخُطبا

نحنُ اليمانين رتّلنا الضِّياء، وما

تزالُ تعبُدُ أنت اللّيل والنُّصُبا

ونحنُ لا النّاسُ، أنصارُ السّماء ومن

هُم أسعدوا قلب ذاك البدرِ مُكتئبا

إن كان في الدّينِ آلُ للنّبيِّ فهُم

من آزروا الوحي حتى صوتُهُ غلبا

وتِلك “عُزّاك” والأحزابُ قد ضُرِبت

وذاك “أحمدُ” بالأنصارِ قد ضربا

وقال: يا شرف الإنسانِ كُن شرفًا

ولم يقُل : يا جبين النّاسِ كُن ذنبا

ومالنا نحنُ والفُخرُ الذي ذهبت

أيامُهُ تلك، والعهدُ الذي ذهبا

لولا جُنونُ السُّلاليين يُجبِرُنا

لذِكرِ من نحنُ، ما كُنّا لننتسِبا

سكينةُ الكلبِ تُنسينا حِجارتنا

لكِنّهُ إن نسينا هاج واضطربا

“سِبتمبرٌ” يا تعاويذ الحقِيقةِ مِن

آلِ الخُرافةِ، والوهمِ الذي نُصِبا

لا تسترِح قبل أن تستأصِل التّعبا

ولا تنم قطُّ حتى تُطفِئ اللّهبا

لا تغمِدِ السّيف، فالطّاغوتُ عاد كما

لو أنّهُ واللّيالي السُّودُ ما ذهبا

لا تغمِدِ السّيف حتى لا ترى أحدًا

يريدُ أن يتحدّى اللّه والكُتُبا

لا تغمِدِ السّيف إنّ الحرب قد كبرت

وصار للفُرسِ في قلبِ “الجُرافِ” نبا

وصار لا بُدّ أن ننسى سفاسِفنا

ونذكُر اليمن الأغلى وما طلبا

إنّ العِدى ليس إلّا مِن تصدُّعِنا

تسلّلوا، و”تخطوا” الباب والعتبا

لكِنّنا الآن لا يُرجى تفرُّقُنا

شعبٌ تناول شال الفجرِ واعتصبا

ومال يجترُّ أعناق الدُّجى بيدٍ

بيضاء لا ترحمُ التّزيف والكذِبا

للعدلِ تبحثُ في “ذي قار” عن سببٍ

بخنجرٍ يمنِيٍّ يصنعُ السّببا

وساعدٍ يمنيٍّ إن وهى عصبًا

كان الأشقاءُ فيهِ العظم والعصبا

أكرِم بهِم، إنّهُم لم يبرحوا مددًا

إذا رأى فجوةً في صفِّنا رأبا

ولن يفوز العِدى مِنّا بخردلةٍ

ولن يضيع عطاءُ الأقربين هبا

لا شكّ أنّ صباح الانتِصارِ دنى

وكاد مِن وكناتِ الغيبِ أن يثِبا

كأنّنا الآن مِن كُلِّ الجِهاتِ أتت

زُحُوفُنا، كرياحٍ تحمِلُ السُّحُبا

أظُنُّكم تسمعون الآن صوت دمي

يقولُ “للسّاحلِ الغربيِّ” خير نبا

إنّي ركِبتُ إليكم ظهر جامحةٍ

للشّوقِ تُشبهُ موج البّحرِ مُضطرِبا

ولي المُضِيئانِ “أيلولٌ” وتوأمُهُ

“أُكتُوبرٌ” يرفُضانِ الغرب والغُربا

و”مأرِبٌ” أرسلتني كي أُقبِّل مِن

رُؤوسِكم، هذهِ الآفاق والشُّهُبا

وسدُّ “مأرب” لو يحكي بدا لي مِن

حناجِرِ “السّاحِلِ الغربيِّ قد خطبا

ويلٌ ل”فارس” مِن يومٍ عجائبُهُ

يقودُ “عمرو ابنُ معدٍ” جيشها اللّجِبا

ويلٌ ل”رُستُم” مِن “عمرٍ” ومعشِرهِ

ومِن طوارِقِهِ الأقيالِ والنُّقبا

ومِن عمالقةِ الرُّكنِ الذين إذا

تكلّموا أجفل الطُّغيانُ وارتعبا

في القادِسيةِ إنّ “الفُرس” قد طُمِسوا

وها هُو الموعدُ التّالي قد اقتربا

ويلٌ لهُم، ثُمّ ويلٌ للإمامةِ مِن

“زُرنوقِ ذي جدِنِ” الضّاري إذا وثبا

إنّ الزّرانيق، لا جُنٌّ ولا بشرٌ

فاعجب فإنّك لن تلقى كذا عجبا

تراهُمُو عربًا مِنّا، وإن غضِبوا

لم تدرِ هل عجمًا شاهدت أم عربا

تظُنُّ أنّهُمُو جِنٌّ ، وإن قفزوا

ظننت أنّ السّما قد أمطرت شُهُبا

ويلٌ ل”لإيران” والمُستبشِرين بما

تعِطي لهُم، وهي لا تعطي لغِيرِ رِبا

تسعى إلى بِئرِ ماضِيها وجرّتُها

مكسُورةٌ، ومعينُ البِئرِ قد نضبا

“صنعاءُ” صبركِ إنّ العِيد قد أزِفت

ساعاتُهُ، وجلالُ الفتحِ قد قرُبا

سِبتمبرٌ” قادِمٌ بالحقِّ يُسنِدُهُ

“أُكتوبرٌ” بنشيدٍ جامِحٍ طربا

كأنّني ب”الجُرافِ” الآن تبرأُ مِن

نزيلِها، ومِن الشّرِ الذي جلبا

ترمي بما في يديها مِن ملازِمِهِ

كأنّها شاهِدت في طيِّها جربا

وذلك الكاهِنُ المرعوبُ يبحثُ في

سدائلِ الموتِ، عن شقٍّ لينسرِبا

يستفسرُ السّحر عن ثُقبِ النّجاةِ ولا

يلقى سوى رأسِهِ بالموتِ قد ثُقِبا

وعامِلِ الخُمُسِ الرّاوي يحاولُ أن

يُعيد حتى لضرعِ الضّبي ما احتلبا

كأنّني الآن بالمنهوبِ في يدِهِ

هِراوةٌ، وهو يجري خلف من نهبا

وبالعمائمِ مُلقاةٍ كأحذِيةٍ

لمُذنِبين أرادوا الجري والهربا

كأنّني ببنِي “الرّسيِّ” قد سُحِقُوا

ونهجِ “إبليس” في “السّبعين” قد صُلِبا

كأنّني الآن في “صنعاء” وهي بلا

خوفٍ تُعيدُ إلى أجيادِها الذّهبا

والنّصرُ بين يديها كُلّما ابتسمت

أدنى إلى شفتيها التّمر والعِنبا

وهكذا كُلُّ شِبرٍ مِنك يا وطني

غدًا سينفِضُ عن أنفاسِهِ الكُربا

وتلك ناياتُ عيدِ النّصر قد سُقِيت

بالرُّوحِ والدّمِ حتى أصبحت قصبا

“سِبتمبرٌ” مِن جديدٍ قادِمٌ وعلى

طريقهِ مِن دمِ الأحرارِ ما سكبا

وسوف تُدركُ أحزابُ الخُرافةِ ما

بُرهانُنا برصاصٍ تصدعُ الحُجُبا

ويعلمُ الزّيفُ أنّ الشّمس ما برِحِت

بلقيس، والبدر حتى يومِنا كرِبا

وإنّهُ مُنذُ كان البدرُ لُؤلؤةً

لم يعرِفِ الدّهرُ آلاً غير آلِ سبا

26 سبتمبر 2022

اقرأ ايضاً على نشوان نيوز: وقفة إجلال لسبتمبر المجيد في العيد الـ 60 (شعر)

رئيسية

tagged with الإمامة في اليمن, الثورة اليمنية, الشعر اليمني, ثورة 26 سبتمبر, هشام باشا


المصدر: نشوان نيوز

تابع أيضاً

عاجل