المحتوى الرئيسى

بصمات الإرادة الدولية .. في إطالة أمد الأزمة اليمنية ..!!

منذ 1 سنة - 2023-04-01 [313] قراءة

يبدو أن القوى الدولية الفاعلة في الأزمة اليمنية قد حققت مبتغاها بشكل كبير ، بعد أن نجحت في إطالة أمد هذه الأزمة لإستنزاف الأطراف المحلية والإقليمية الضالعة فيها ، بهدف إيصالها إلى مرحلة الإنهاك والإعياء ، دون أن يحسم أي طرف محلي المعركة لصالحه ، ودون أن ينفذ أي طرف إقليمي لأجنداته وأطماعه في اليمن ، لأن هكذا وضع يعتبر بالنسبة للقوى الدولية وضع مثالي ومناسب ، لفرض رؤيتها على أطراف مستنزفة ومنهكة ومتعبة من طول فترة الحرب ومن تكلفتها الباهضة معنوياً وبشرياً ومادياً ، ومن تزايد السخط الشعبي نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية ، وذلك بعكس الحال لو أن طرفاً قد تمكن من تحقيق النصر وحسم المعركة لصالحه ، ما سيجعل موقفه التفاوضي أكثر قوة ، ويمكنه من فرض رؤيته وأجندته ومشروعه في اليمن والمنطقة كطرف منتصر ، ما يعني عدم تمكن القوى الدولية من فرض رؤيتها على المشهد السياسي والاقتصادي في اليمن وفي المنطقة ..!! 

من أجل ذلك عملت القوى الدولية بكل الطرق والوسائل إلى الحيلولة دون حسم المعركة لأي طرف ، من خلال وضع الخطوط الحمراء وفرض الاتفاقيات المعيقة للحسم العسكري ، وتقديم الدعم العسكري اللازم لكل طرف لإحداث حالة من التوازن والرعب بين أطراف الصراع ، وعدم تمكين أي طرف داخلي من الحصول على الأسلحة الحديثة والجديدة والمتطورة التي بقدرتها ترجيح كفة المعركة لصالحه ، كل ذلك بهدف إطالة أمد المعركة أطول فترة ممكنة ، لضمان استنزاف قدرات وإمكانيات جميع الأطراف ، وصولاً بها إلى حالة الإنهاك والتعب والضعف والاحباط ، ما يجعلها تقبل بإملاءات ورؤى ومبادرات القوى الدولية ، وتوافق على تقديم التنازلات حتى وإن كانت تتعارض مع برامجها ومشاريعها وشعاراتها وطموحاتها ووعودها وأهدافها ..!! 

 وبذلك فإن ما شهدته وتشهده الحرب في اليمن طيلة  ثمان سنوات من اللاحرب واللاسلم واللانصر واللاهزيمة واللاحسم ، هو أمر مرغوب ومطلوب من قوى دولية لها أهدافها ومصالحها وأطماعها في اليمن ، وحسم أي طرف للمعركة لصالحة يتعارض مع كل ذلك ، طبعاً هناك قوى إقليمية لها مشاريعها وأطماعها في اليمن سعت وبكل قوة لدعم أطراف يمنية موالية لها لحسم المعركة وتحقيق النصر ، لكن كل جهودها قد باءت بالفشل ، لأن القوى الدولية حالت دون تحقيق ذلك ، لتضرب بذلك عصفورين بحجر واحدة ، كونها تمكنت من استنزاف الأطراف اليمنية والقوى الاقليمية الداعمة لها في نفس الوقت لفترة طويلة ، دون أن تسمح لأياً منها من حسم المعركة وتحقيق النصر ، ودون أن تسمح لأياً من القوى الاقليمية من الاستفراد بالملف اليمني ، من أجل ذلك ظلت الأزمة اليمنية ولا تزال تراوح مكانها ، في حالة من اللاحرب واللاسلم واللانصر واللاهزيمة واللاحسم ، وبذلك فإن إطالة أمد الحرب في اليمن وعدم تمكن أي طرف من حسم المعركة ، ليس نتاج إرادة داخلية ولا إقليمية ، لأن كل طرف محلي وكل قوة إقليمية داعمة له كانوا أكثر حرصاً على حسم المعركة في أسرع وقت ممكن ، وهو ما يؤكد بأن كل ذلك هو نتاج إرادة ورغبة دولية ..!!


المصدر: المنتصف نت

تابع أيضاً

عاجل