المحتوى الرئيسى

كيف تغلبت دولة صغيرة في غرب أفريقيا على الارهابيين رغم الصعوبات؟

منذ 10 شهر - 2023-06-06 [258] قراءة

نشرت صحيفة التايمز تقريرا كتبه مراسلها، توم كولينز، يكشف "كيف تغلبت دولة بنين الصغيرة في غرب أفريقيا على الارهابيين رغم الصعوبات".

وبنين دولة صغيرة في غرب أفريقيا يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة، تتغلب على الارهابيين أكثر من جيرانها الأكبر حسب الصحيفة، التي مُنحت وصولا حصريا وغير مسبوق إلى قواعد عسكرية في المناطق الشمالية من البلاد تستخدم في محاربة الارهابيين.

تحدث الكاتب عن فقدان عشرات الأشخاص لأفراد عائلاتهم في مناطق شمال بنين في هجمات لارهابيين، تدفقوا عبر الحدود من بوركينا فاسو التي اجتاحها مسلحون.

وانتشرت انتفاضة جهادية بدأت في مالي في عام 2011 ببطء إلى الدول المجاورة، وتهدد الدول المستقرة في غرب أفريقيا مثل غانا وساحل العاج وتوغو وبنين.

لكن بنين تتغلب على الارهابيين لأسباب ليست مرتبطة فقط بشعبها، حسب التقرير.

وزارت التايمز ثلاث قواعد عسكرية من أصل ثماني في شمالي البلاد. "وهذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها لصحفي غربي بدخول المنطقة منذ اختطاف سائحين فرنسيين وقتل مرشدهما في حديقة بندجاري الوطنية في عام 2019".

وبفضل الجهود العسكرية التي شملت دبابات ومروحيات وتجنيد أكثر من 5000 جندي، تمكنت بنين أخيرا من التعامل مع "أسوأ مشكلة جهادية في القارة، والتي أدت بالفعل إلى تركيع مالي وبوركينا فاسو".

وتنقل الصحيفة عن الكولونيل ماتيو هيسو قوله: "لقد تمكنا من تأمين بلدنا. أحد أهدافنا الاستراتيجية هو عدم شن هجوم واحد (من قبل الجهاديين) في عام 2024."

وفي ديسمبر/ كانون الأول، خصصت الحكومة ميزانية بقيمة 105 ملايين جنيه إسترليني لتعزيز قواتها الأمنية، بعد أن شكلت فرقة عمل مناهضة للجهاديين تسمى "ميرادور" في بداية العام الماضي. وكان الهدف الرئيسي للفرقة هو طرد الارهابيين من منطقتي حديقة "بنجاري "الوطنية وحديقة "دبليو".

وعلى مدار سنوات، استخدمت عصابات قطاع الطرق والارهابيين الحدائق والمتنزهات للتزود بالإمدادات وربط شبكات إجرامية أكبر بين نيجيريا وبوركينا فاسو.

وكانت المساحات الشاسعة من الأدغال والأشجار تستخدم في السابق لتهريب المخدرات والأسلحة وتمرير الأيديولوجية الجهادية بين نيجيريا في الشرق ودول الساحل في الشمال.

ويعتقد العقيد "فايزو غومينا" أن "انتشار الأسلحة وقصور قدرة الدولة هو سبب سقوط مالي وبوركينا فاسو أمام الارهابيين".

ويضيف أن بنين لعبت دورها بوقف تهريب الأسلحة عبر أراضيها الشمالية.

ويزعم المسؤولون في بنين أنه بفضل ثماني قواعد عسكرية، تم تقليص حركة الإرهابيين. يمكن لكل قاعدة أن تستوعب ما بين 50 و 200 جندي ولديها ثماني قواعد أصغر منتشرة حولها، مع قيام القوات بدوريات في المناطق الخطرة. وتُستخدم القواعد الموجودة في شرق البلاد للقبض على المتاجرين بالبشر، لكن القواعد الموجودة على الحدود مع بوركينا فاسو تصد التوغل في الأراضي الخاضعة لسيادة بنين.

وقع الهجوم الأول على الأراضي البنينية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021 في نطقة "كورو كوالو" وازدادت وتيرته بشكل سريع.

ووقعت 54 حادثة بين يناير/ كانون الثاني ومنتصف أبريل/ نيسان، ما جعل بنين الدولة التي سجلت أكبر زيادة في الهجمات الإرهابية في إفريقيا. ضمت معظمها مجموعات صغيرة من المهاجمين يداهمون قواعد الجيش باستخدام أسلحة خفيفة مثل AK44.

ومع ذلك، يقول الضباط إن المسلحين غيروا تكتيكاتهم لاستهداف المدنيين، وهو تطور مثير للقلق حيث قتل بالفعل آلاف الأشخاص عبر الحدود. وفي مايو/ أيار قتل مهاجمون 12 مزارعا في غارة ليلية على بلدة تسمى "كواباغو".

في الوقت الحالي، يعلن العقيد غومينا بفخر أن بنين ستقاتل الجهاديين "بقوتها الخاصة". وباعتبارها مستعمرة فرنسية سابقة، فقد استلمت طائرات هليكوبتر من طراز H125 من فرنسا، وتباحثت مع رواندا التي قد ترسل قوات لمساعدة الجيش المحلي.

وبالعودة إلى الأرض في بلدة صغيرة بالقرب من قاعدة "بويفو" العسكرية شمالي البلاد، يرد شاب يُدعى "داودا سانيه" على أنباء مقتل المدنيين الذي صدم الأمة في مايو/ أيار، قائلا: "أخشى الآن أن يأتي الإرهابيون إلى قريتي. لكن لدي أمل لأن هذه بنين وليست بوركينا فاسو".


المصدر: وكالة خبر للانباء

تابع أيضاً

عاجل