المحتوى الرئيسى

كفارة المجلس فضلها وصحتها 

منذ 5 شهر - 2023-11-10 [323] قراءة

هنا البيضاء - متابعات 

إن الإنسان معرض في حياته للكلام الذي يعتريه اللغط وقد يزل اللسان في غيبة أو نميمة، فجأة الاسلام ليرشدنا على كفارة المجلس.

إن دعاء كفارة المجلس هو دعاء صحيح أوردته كتب الحديث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم باسانيد وروايات متعددة كما سيأتي في هذا البحث.

رواية السيدة عائشة عن كفارة المجلس 

عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وأرضاها هي ام المؤمنين وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فورد عنها حديث قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عن الكلمات فقال: " إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة وإن تكلم بشر كان كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ". رواه النسائي، وهو صحيح وانظر مشكاة المصابيح

وجاء أيضا من حديث آخر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ". رواه الترمذي والبيهقي في الدعوات الكبير .. وهذا الحديث أيضا فى مشكاة المصابيح .. والعبره بعموم اللفظ فالكفاره لأى مجلس ووقتها قبل أن تقوم ..

وهذان الحديثان عظيمان في كفارة المجلس فكثيرًا ما يَحدُثُ في المَجالِسِ كلامٌ ليس له فائدةٍ أو نفعٍ، بل يكون لَغْوًا، وربَّما يكونُ فيه إثمٌ ومعصيةٌ، ولهذا يجب علينا أن نحفظ هذا الحديث العظيم الذي يجب ويمحو اللغط وهو كفارة المجلس،وفي هذا الحديثِ يُرشِدُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلى دُعاءٍ يَقولُه المسلِمُ عندَما يقومُ مِن مَجلِسِه، يكون كفَّارةً لِما أحدَثه في مجلِسِه من إثمٍ وذنبٍ.

صحة حديث كفارة المجلس

إن الحديث من الأحاديث التي صححها عددا من ائمة الحديث كالامام الالباني ونص الحديث ( مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ : سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ ).

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3433 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي (3433) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10230)، وأحمد (10415) باختلاف يسير.

تفسير حديث كفارة المجلس 

الحديث تفسيره ومعناه كالتالي: 

 "مَن جلَس في مَجلِسٍ"، أي: ما اجتمَع أحدٌ في مَجلسٍ مِن المجالِسِ.

"فكَثُر فيه لَغَطُه"، أي: واللَّغَطُ هو الصَّوتُ المرتفِعُ الَّذي يكونُ فيه ضجَّةٌ، والمعنى: أنَّه يُكثِرُ الكلامَ الَّذي لا فائدةَ فيه ولا نَفعَ.

 "فقال قبلَ أن يَقومَ مِن مجلِسِه ذلك"، أي: قال قبلَ أن يُغادِرَ مَجلِسَه ذلك هذا الدُّعاءَ والذِّكرَ.

 "سُبحانَك اللَّهمَّ وبِحَمدِك"، أي: أُنزِّهُك تَنزيهًا عن كلِّ نقصٍ وعيبٍ، ويكونُ مَقرونًا بحَمدِك كما أمَرتَ.

 "أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ"، أي: أُقِرُّ بأنَّك أنتَ اللهُ الواحدُ الأحدُ المستحِقُّ للعِبادةِ.

 "أستَغفِرُك"، أي: أطلُبُ مِنك مَغفرةَ ذَنبي وأتوبُ إليك ممَّا وقَع منِّي في مَجلِسي هذا مِن معصيةٍ وذَنبٍ.

فإنَّه إذا قال هذا الدُّعاءَ بصِدقٍ وإخلاصٍ "إلَّا غُفِر له"، أي: عَفا اللهُ عنه ومَحا "ما كان في مَجلِسِه ذلك"، أي: مِن مَعصيةٍ وإثمٍ.

كفارة المجلس فضلها 

أما فضل كفارة المجلس فهي عظيمة جدا ويكفي فيها أن الله عزو جل يغفر لك ذلك اللغط طالما أنك عدت إلى الله واستغفرت لذنبك ذلك.

ويُعَدّ هذا الدعاء ماسحاً للذنوب التي قد يتلفّظ بها المسلم في مجلسه دون تعمُّد منه، ومنها ما قد يكون مُتجاوزاً الحَدّ بقولها، فيذكر الله -تعالى-؛ بقَصد تكفير الذنوب، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إنّ ما يُميّز هذا الدعاء اشتماله على توحيد الله -تعالى-، واستغفاره، وقال العالم القاري -رحمه الله- في شرح الدعاء إنّ ممّا يُميّز هذا الدعاء اشتماله على إقرار من العبد بتوحيد الألوهيّة، واعترافه بتقصيره في عبادة الله -تعالى.

دعاء كفارة المجلس مكتوب 

روى الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك.

متى نقول كفارة المجلس 

روى الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك.

قال الطيبي: اللغط : المراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته . انتهى وقال الشيخ ابن عثيمين: من آداب المجالس: أن الإنسان إذا جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فإنه يكفره أن يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك) قبل أن يقوم من مجلسه ، فإذا قال ذلك فإن هذا يمحو ما كان منه من لغط ، وعليه: فيستحب أن يختم المجلس الذي كثر فيه اللغط بهذا الدعاء : وقلما يجلس الإنسان مجلسا إلا ويحصل له فيه شيء من اللغط أو من اللغو أو من ضياع الوقت ، فيحسن أن يقول ذلك كلما قام من مجلسه ؛ حتى يكون كفارة للمجلس ” .انتهى وروى النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا قط ، ولا تلا قرآنا، ولا صلى صلاة ، إلا ختم ذلك بكلمات ، قالت: فقلت: يا رسول الله، أراك ما تجلس مجلسا ، ولا تتلو قرآنا، ولا تصلي صلاة إلا ختمت بهؤلاء الكلمات؟ قال: ( نعم، من قال خيرا ختم له طابع على ذلك الخير، ومن قال شرا كن له كفارة : سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ) وصححه الألباني فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ذكر كفارة المجلس يكون آخر كل مجلس يجلسه الرجل ، سواء كان مجلس ذكر ، أو مجلسا خلط فيه بشر ولغط.

هل كفارة المجلس تكفر الغيبة 

إن الغيبة والنميمة معاصي ومظالم ولهذا جاء في موقع الاسلام سؤال وجواب أن هذه المظالم ، لا يكفي لها مجرد النطق بهذا الذكر ، بل يجب التحلل من أصحابها.

[embedded content]


المصدر: هنا البيضاء

تابع أيضاً

عاجل