المحتوى الرئيسى

سقوط «روبايا» المنجمية.. إم 23 تشعل «حرب الكولتان» بالكونغو الديمقراطية

منذ 2 اسبوع - 2024-05-02 [49] قراءة

تم تحديثه الخميس 2024/5/2 10:52 ص بتوقيت أبوظبي

مدينة غنية بمعدن رئيسي للصناعات الإلكترونية تسقط بيد متمردي "إم 23" بالكونغو الديمقراطية، يُمنّي الحركة بـ"جيب تمويل" سخي ويحرك آمالها في مزيد من الأرض.

و"إم 23" هو الاسم المختصر لـ"حركة 23 مارس"، وهي إحدى الجماعات المسلحة المتمردة التي تجوب شرقي الكونغو، أثارت قلاقل مع الجارة رواندا التي تتهمها كينشاسا بتقديم الدعم لتلك الحركة المسلحة، وهو ما تنفيه كيغالي باستمرار.

تمرد شهد 3 موجات كبرى بدأت في 2012 بسيطرة على مدينة غوما الاستراتيجية ثم اتفاق لوقف التصعيد لم يدم طويلا في ٢٠٢٢، قبل أن تسيطر أمس على المدينة  الغنية بمعدن الكولتان.

مدينة منجمية

وفي تطور لافت، سيطرت الحركة على مدينة روبايا المنجمية شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد معارك عنيفة خاضتها ضدّ القوات الحكومية، وفق مصادر محلية الأربعاء.

وتقع روبايا في إقليم ماسيسي بمقاطعة شمال كيفو على بُعد حوالي أربعين كيلومتراً شمال غرب مدينة غوما عاصمة المقاطعة.

وروبايا غنية بالمناجم التي تنتج خصوصاً معدن الكولتان الاستراتيجي للصناعات الإلكترونية.

وأكّد العديد من سكان المدينة في اتصالات هاتفية أجرتها معهم وكالة فرانس برس أنّ المتمردين دخلوا المدينة الثلاثاء وأحكموا السيطرة عليها الأربعاء.

وصباح الثلاثاء دارت معارك شرسة بين المتمردين والقوات الحكومية انتهت بسيطرة المتمردين على وسط المدينة، وفقاً للمصادر نفسها.

والأربعاء، أقرّ مسؤول في الشرطة الكونغولية لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته بأنّ "روبايا تخضع لسيطرة حركة إم23 منذ مساء أمس، وغادرنا البلدة بعد ظهر أمس".

فماذا نعرف عن حركة 23 إم؟

 حركة تمرد سابقة لعرقية التوتسي هُزمت عام 2013، لكنها عادت وحملت السلاح في نهاية 2021 بعد اتهامها الحكومة بالتنصل من اتفاق يقضي بدمج عناصرها في قوات الأمن.

القوة الحالية هي ما تبقى من حركة "إم 23" الأصلية التي تشكلت في أبريل/نيسان 2012.

نشأت من رحم المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب، المعروف بالاسم المختصر الفرنسي CNDP، وهي جماعة متمردة قاتلت حكومة الكونغو الديمقراطية بين عامي 2006 و2009.

تستند المجموعتان إلى ادعاء مفاده بأن التوتسي الكونغوليين وغيرهم من الجماعات الإثنية في شمال وجنوب كيفو يتعرضون للتمييز.

تعتبر المجموعتان من أصل رواندي ويشار إليهما عادة باسم "الروانديين".

تاريخ العمليات ضد جيش الكونغو الديمقراطية

يقول موقع "ذا كونفرسيشن"، الأسترالي، إن حركة "23 مارس" كانت احتلت عام 2012، مدينة غوما في شرق الكونغو الديمقراطية لمدة 10 أيام، ما تسبب في تدخل دولي -في ذلك الوقت- لإيقاف إطلاق النار.

وبعد محادثات توسطت فيها مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي، أنهت الحركة تمردها عام 2013.

ورغم ذلك "الانتصار"، إلا أنه سرعان ما اندلع الاقتتال الداخلي داخل حركة "23 مارس" والتي انقسمت لمجموعتين؛ الأولى كانت مكونة من حوالي 1700 جندي وفرّت إلى أوغندا.

فيما فرت الثانية المكونة من 700 مقاتل إلى رواندا، ليتم تسريحهم لاحقًا طواعية أو عن طريق التفاوض مع الجيش الوطني لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وفي أوائل عام 2017، غادر بضع مئات من بقايا الجناح الأوغندي إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث اشتبكوا أحيانًا مع الجيش الوطني، إلا أنه لم يكن هناك ما يشير إلى تجنيد مكثف حتى عام 2021 عندما استأنفت الجماعة المتمردة هجماتها.

ووفق موقع "ذا كونفرسيشن"، فإنه من الصعب للغاية تقدير حجم الحركة حاليًا، مشيرًا إلى أنه بينما لا تزال هذه المنطقة تضج بالكثير من الأزمات، فإن هناك المئات إن لم يكن الآلاف من الشباب الذين يشكلون قوة بشرية جاهزة للتجنيد والتعبئة.

موارد وثروات

ينحدر معظم مقاتلي حركة "23 مارس" من مقاطعة شمال كيفو وتحديداً من ماسيسي وروتشورو، وهي أراض قريبة من حدود رواندا حيث يدور القتال.

ويقول موقع "ذا كونفرسيشن"، الأسترالي، إنهم على دراية بهذه التضاريس وقد يتمتعون بدعم محلي من السكان، فيما تقع مدينة غوما أيضًا في هذه المنطقة المجاورة.

وتقع المنطقة التي تحتلها الحركة على حدود رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما أن لدى المنطقة حركة مرور ضخمة للشاحنات التجارية التي تحمل البضائع من ميناء مومباسا الكيني عبر أوغندا إلى غوما وبوكافو في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتوفر السيطرة على بلدة بوناغانا الحدودية -كما تفعل حركة 23 مارس حاليًا- فرصة لجمع أموال إضافية من خلال الضرائب غير الرسمية.

ولأن المنطقة غنية بالموارد الطبيعية (الحرجية والمعدنية)، كانت مطمعا في الماضي من قبل جهات فاعلة.

وفي أثناء الاقتراب من مدينة غوما واستنادًا إلى تجربة عام 2012، قد لا تسعى "إم 23" إلى الاستيلاء على المدينة بسهولة، كونها تؤوي مليون نسمة، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين داخليًا.

وفيما ستمثل مهاجمة المدينة مزيدًا من الضغط الدولي على المتمردين ورواندا، إلا أن القتال بالقرب من غوما يمارس ضغوطا على الحكومة الكونغولية لفتح حوار.

عتاد في ميزان المعركة

المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية ماتياس جيلمان، ألمح في يوليو/تموز 2022 إلى العتاد العسكري الذي تملكه الحركة.

وقال إن "إم 23"، أصبحت أقوى عسكريًا مما كانت عليه في الماضي، مشيرًا إلى أنها باتت تعمل أكثر فأكثر كجيش تقليدي، بالإضافة إلى أنها تعتمد على معدات أكثر تطوراً مما كانت عليه من قبل.

وعلى الرغم من أنه لم يتم التحقق من تلك التصريحات بشكل مستقل بعد، فإن الحركة من بين المجموعات التي يعتقد أنها قادرة على إسقاط مروحية تابعة للأمم المتحدة تحطمت في مارس/آذار 2022.

بالإضافة إلى استهداف طائرات الهليكوبتر العسكرية لجمهورية الكونغو الديمقراطية في هذه المنطقة عام 2017.

ونقل الموقع الأسترالي عن مصادر عسكرية، قولها إن الحركة قادرة حاليًا على العمل على مدار الساعة، بفضل أجهزة ومعدات الرؤية الليلية، مشيرة إلى أن لديها أسلحة طويلة المدى مثل مدافع الهاون والمدافع الرشاشة.

وتوقعت المصادر العسكرية، أن تكون هذه المعدات المتقدمة، قد وفرها جيش منظم جيدًا للحركة، مشيرة إلى أنه يُشتبه في أن "رواندا تدعم إم 23".

وإلى جانب المعدات، تخوض "23 مارس" حربًا تقليدية أرهقت فيها الجيش الوطني؛ مما جعلها تتقدم سريعًا من محمية غابات سارابوي إلى بوناغانا.

وبين الأزمات الداخلية وأعمال العنف التي ترتكبها الحركة بشكل مستمر، والقلاقل التي تتسبب فيها مع جيران الكونغو الديمقراطية، حاولت أنغولا الدخول على الخط، باستضافتها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، اجتماعًا، اختتم بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتضمن الاتفاق وقف الأعمال "العدائية"، لا سيما الهجمات التي تشنها حركة "23 مارس"، بالإضافة إلى تحذير بتدخل قوة إقليمية ضدها في حالة عدم الامتثال لوقف إطلاق النار، إلا أنه تحطم سريعًا على صخرة هجمات الحركة.

aXA6IDEwMi4yMjMuMTg3LjUxIA==

جزيرة ام اند امز


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل