المحتوى الرئيسى

عمال اليوميات باليمن.. كفاح مرير وأجور لا تسد رمق العيش (صور)

منذ 2 اسبوع - 2024-05-02 [71] قراءة

تم تحديثه الخميس 2024/5/2 07:02 م بتوقيت أبوظبي

حاملاً همومه على كتفه، عاد اليمني علي أحمد ثابت خالي الوفاض لأطفاله بعد ساعات طوال من افتراشه حرج العمال بمدينة تعز (جنوب) إثر ركود العمل في القطاعات الحيوية.

يُعد ثابت واحد من آلاف اليمنيين العاملين بالأجر اليومي ممن قذفت بهم حرب مليشيات الحوثي إلى رصيف البطال وباتوا يعيشوا معاناة معيشية بالغة القسوة إثر غياب فرص العمل.

يقول ثابت (50 عامًا) إن فرص العمل أصبحت حلمًا بعيدًا المنال لعدم توفرها، وأنه "كل يوم يتردد إلى حرج العمال في بلدة بيرباشا، قادماً من غرب مدينة تعز دون جدوى" في الحصول على فرصة يعيل من خلالها أطفاله السبعة.

ويضيف لـ"العين الإخبارية"، أنه "منذ شهر كامل لم يجد فرصة عمل ولو ليوم واحد، هذا رغم الجلوس الدائم في حرج العمال وقطع مسافات بعيدة تصل لنحو 12 كيلومتراً".

الانقلاب يحرم العمال أجورهم

يؤكد ثابت إنه كان قبل انقلاب مليشيات الحوثي ينشغل طوال يومه بالعمل مقابل أجر يومي يعادل من 100 إلى 150 ريال سعودي لكنه بعد انقلاب المليشيات لم يعد يجد فرصة عمل وأن وجد فيعمل بأجور زهيدة تعادل 40 ريال سعودي وهي لا تكفي لمصاريف البيت والأولاد ولسد رمق عيشهم.

ويشير إلى أنه "هناك أشخاص قدموا على بيع كل ما لديهم من مدخرات حتى أنهم أصبحوا يأكلوا من أعلاف الأشجار، بعد أن انعدمت المنظمات والتي كانت مساعداتها تواسي بعض احتياجات الناس".

حال ثابت يشبه كثيراً وضع الأربعيني سليمان محمود الذي كان يعمل مهندسا في صيانة الإلكترونيات بمدينة تعز لمدة 12 عامًا لكن عقب انفجار حرب مليشيات الحوثي وفرضها حصار غاشم على تعز تراجع العمل وحرمه من وظيفته.

يؤكد محمود لـ"العين الإخبارية" أن "عيد العمال يحل للعام العاشر وهو يقف في حرج العمال يبحث عن عمل ليعود ولو باليسير لأطفاله".

وقال "أحرمتني الحرب وظيفتي في الهندسة، وأصبحت الآن أقف في حرج العمال وأعمل بالأجر اليومي، نمشي الحال، ونتحمل شقاء العمل تارة، وانعدامه تارة أخرى".

تأثيرات مدمرة

تفاقمت الأوضاع المادية والمعيشية على عمال اليوميات منذ الانقلاب الحوثي وانفجار الحرب أواخر 2014، إثر ندرة العمل، وارتفاع تكلفة العيش وضعف الأجور ومصادرة المليشيات مرتبات ملايين الموظفين مما حولهم إلى عاملين بالأجر اليومي.

ووفقاً لعضو الاتحاد العام لنقابة عمال اليمن سعيد الأكحلي فإن "الحرب الحوثية أثرت تأثيراً كبيراً على العمال والموظفين في البلاد، حتى أنه بات نسبة كبيرة منهم لا يجدون قيمة الأكل والشرب، وتوفير إيجار المسكن، وقيمة الدواء لهم ولأطفالهم".

وأكد الأكحلي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أنه وخلال فترة الحرب الحوثية أصبح غالبية الموظفين في البلاد منهم عمال اليوميات في تعز والذين يشكلون نسبة 85%، مرميين في الشوارع والأرصفة بصفة مستمرة".

وأشار إلى أن القيمة الشرائية للراتب في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دوليا تراجعت إلى 25% أي أن الراتب لا يكفي الموظف وأسرته"، فيما يعيش ملايين الموظفين بمناطق الحوثيين بلا مرتبات.

وقال "مر يوم 1 مايو الموافق لمناسبة "عيد العمال العالمي"، وعمال اليمن أغلبهم مرميين في الشوارع، مثلا في مؤسسة الكهرباء بتعز، العاملين الفعليين داخل المؤسسة الآن 25 موظفاً من إجمالي 2000 موظف قبل اندلاع الحرب الحوثية".

ويشير إلى أن أغلب الموظفين المتواجدين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي لم يستلموا رواتبهم منذ 10 أعوام، وهو ما جعل معاناتهم تتضاعف يوم بعد آخر.

ويعيش غالبية العمال المتواجدة في مناطق سيطرة المليشيات شمال اليمن، محرومون من مرتباتهم الأساسية منذ بدء حربها على أبناء الشعب اليمني، رغم الإيرادات الضخمة التي ينهبها الحوثيون من موارد اليمن، والجبايات الهائلة التي فرضتها على المواطنين وتجار القطاع الخاص.

ويقدر اتحاد عمال اليمن أن ما نسبته 80% من القوى العاملة فقدوا أعمالهم، فضلًا عن توقف العديد من الأعمال والشركات والمؤسسات الخاصة والحكومية، وهو ما أثر على وضعية الكثير من العمال الذين باتوا عاطلين عن العمل.

كما فقد عدد كبير من عمال اليوميات العاملين بالأجر اليومي، أعمالهم إثر توقف مشاريع البنية التحتية، والمشاريع التنموية الممولة بمنح أو قروض خارجية، فضلًا عن توقف تدفق الاستثمارات الأجنبية، وتراجع الاستثمار العقاري في المدن السكنية.

aXA6IDEwMi4yMjMuMTg3LjUxIA==

جزيرة ام اند امز


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل