المحتوى الرئيسى

تغير المناخ وزراعة القطن بجنوب تشاد.. صراع بين «الحب والرزق»

منذ 1 اسبوع - 2024-05-05 [64] قراءة

في جو من الحر الشديد، يشق ديكلادور ريمليلدوجي طريقه في حقله بين آلاف السيقان التي يأمل أن تتحول إلى أطنان من القطن، الذهب الأبيض في جنوب تشاد.

عند مدخل قريته كاغتاو، على بعد حوالي ستين كيلومترا من موندو "عاصمة" الجنوب التشادي الخصب، لا تزال شاحنة ضخمة تفيض بالقطن بانتظار شرائها من شركة "كوتون تشاد" شبه الخاصة، كما أن الأمطار التي لا يمكن التنبؤ بها، تثير خشية لدى المزارعين من فقدان محصولهم قبل شرائه.

ويوضح المزارع ديكلادور ريمليلدوجي البالغ 24 عاما، والذي تراجعت أرباحه إلى الثلث مقارنة مع موسم الحصاد السابق "نحن نحب القطن ولكن الأمر صعب للغاية، (...) ليس لدينا مناخ مستقر. وهذا عائق أمامنا وينعكس على الكميات التي ننتجها".

في كاغتاو، يعيش جميع السكان تقريباً من القطن. ولكن عدداً متزايداً من الناس يشعرون بالإحباط بسبب التبعات السلبية لتغير المناخ والصراعات المزمنة بين مربي المواشي والمزارعين.

تغير مناخي

وأوضح عالم المناخ في جامعة نجامينا لاوهوت باوهوتو أن "مظاهر التغير المناخي" التي تؤدي إلى "اضطرابات في هطول الأمطار تتسم أحيانا بفترات جفاف أو فيضانات متفرقة" تؤدي بشكل خاص إلى "انخفاض كبير في الإنتاج".

كما أدى ذلك بحسب باوهوتو إلى تفاقم الصراعات المزمنة المرتبطة بالزراعة ورعي المواشي، والتي يتواجه فيها مربّو مواش رحّل من مناطق الساحل القاحلة في الشمال مع مزارعين من السكان الأصليين المستقرين من الجنوب. ويستخدم أفراد الفئة الأولى حقول المجموعة الثانية لترعى عليها مواشيهم، أو يتنازعون معهم في ملكية أراض معينة.

وقُتل ما لا يقل عن 23 شخصاً في نهاية آذار/مارس خلال سبعة أيام من الاشتباكات، ولم تستثنِ هذه المعارك المتكررة النساء ولا الأطفال، ويضاف إلى ذلك الدمار الذي خلفته الأمطار الغزيرة.

وبحسب الأمم المتحدة، أتت فيضانات عام 2022 على أكثر من 350 ألف هكتار من المحاصيل وتسببت في نفوق 20 ألف رأس من الماشية، ما ترك "الجزء الجنوبي من البلاد الأكثر تضررا".

ويقول ديكلادور "هذا يثبط عزيمتنا"، و"لدي انطباع بأن الجنوب غير محسوب على خريطة تشاد (...)، ولا توجد مساعدات".

تواجه إفريقيا منذ نيسان/ابريل ظواهر مناخية متطرفة: فقد شهدت مناطق غرب القارة موجات حر تجاوزت خلالها الحرارة 48 درجة مئوية؛ وفي الشرق، أمطار غزيرة كانت لها تبعات مميتة، خصوصاً في كينيا وتنزانيا.

"منسيّون"

وقد شهد القطن، الذي كان في السابق أحد أكثر القطاعات الزراعية ازدهاراً في تشاد، تقلصاً في حصته من الناتج المحلي الإجمالي، مع تراجع الصادرات بشكل كبير، من 2,15% في عام 2015 إلى 0,7% في 2020، وفق البنك الدولي.

aXA6IDEwMi4yMjMuMTg3LjUxIA==

جزيرة ام اند امز


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل