المحتوى الرئيسى

شراكة بين الإخوان وحزب التحرير.. «العين الإخبارية» تكشف «شبكة الظل» ببريطانيا

منذ 1 اسبوع - 2024-05-08 [62] قراءة

تم تحديثه الأربعاء 2024/5/8 06:06 م بتوقيت أبوظبي

خطوات متزايدة ببريطانيا لمواجهة التنظيمات الإرهابية، بينها خطوات لحظر حزب "التحرير" وتعريف جديد لمكافحة التطرف، لم تمنع التحركات "الخلفية" لشبكة الإخوان.

إذ تواصل منظمات مملوكة ملكية مشتركة لحزب التحرير وجماعة الإخوان، العمل بشكل منسق، ملتفةً على الإجراءات البريطانية المتخذة لمكافحة التطرف.

ومع أن حزب التحرير وجماعة الإخوان يتنافسان على استقطاب المسلمين في بريطانيا، إلا أن التنافس المحتدم بينهما لم يمنعهما من العمل سويا، بشكل غير معلن، في إنشاء منظمات وكيانات حقوقية وإعلامية، وذلك وفقًا لمعلومات ووثائق حصرية حصلت عليها "العين الإخبارية".

ورغم الاختلافات الأيديولوجية والتنظيمية بين جماعة الإخوان وحزب التحرير الذي بات مصنفًا كتنظيم إرهابي في بريطانيا تمامًا كتنظيمي القاعدة وداعش، إلا أن لديهما جذور فكرية وتنظيمية مشتركة.

فمؤسس حزب التحرير الأول تقي الدين النبهاني كان عضوًا بجماعة الإخوان قبل أن ينشق عنها ويؤسس حزبه في عام 1953 داخل فلسطين، حيث عمل بشكل سري قبل انتقاله إلى الأردن ثم سوريا وأخيرًا إلى لبنان، حيث واصل نشاطه حتى وفاته في عام 1977.

ويرى حزب التحرير، بحسب تعريفه لنفسه، ضرورة إعادة الخلافة الإسلامية واعتبارها النظام الوحيد للحكم، وهو نفس ما تقوله جماعة الإخوان، كما أن الحزب متأثر إلى حد كبير بالأطروحات القطبية التي أطلقها منظر إرهاب جماعة الإخوان سيد قطب، خصوصًا في ما يتعلق بفكرة جاهلية المجتمع وضرورة العمل على إزالتها.

ونجح حزب التحرير في التغلغل في أكثر من 32 دولة من بينها بريطانيا التي بدأ العمل فيها منذ تأسيس أول فرع له في عام 1986، وركز على إنشاء وجود داخل أوساط الطلاب المسلمين وتجنيدهم.

ويقود الحزب القيادي المعروف بـ"الدكتور عبد الواحد"، وهو طبيب بريطاني من أصول باكستانية اسمه " وحيد آصف شيدا"، وفق لتقرير سابق نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

واتبع حزب التحرير إستراتيجيات وتكتيكات متشابهة إلى حد كبير، مع تلك التي تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية، ولا سيما فيما يتعلق بإنشاء الشبكات التنظيمية وجمع التمويلات، إذ أن التمويل الرئيس له يأتي من اشتراكات الأعضاء التي تبلغ 10% من إجمالي رواتبهم الشهرية، وهو نفس ما تقوم به جماعة الإخوان التي تجمع اشتراكات شهرية من أعضائها تتراوح بين 7: 10% من رواتبهم تحت مسمى "سهم الدعوة".

وفي أعقاب تفجيرات 7 يوليو/تموز 2005 في لندن، وسعي رئيس الوزراء البريطاني، آنذاك، توني بلير، لحظر حزب التحرير، قبل التراجع عن القرار لاحقًا بدعوى عدم وجود سند قانوني، عمل الحزب على التواصل والتنسيق مع جماعة الإخوان وتجاوز الخلافات السابقة بينهما.

مبرر ذلك بالنسبة لحزب التحرير كان، ضرورة التعاون بين الطرفين ووقفوهما متحدين لأن البديل سيكون حظر كليهما معًا حتى أن الحزب استخدم وقتها شعار "لنقف متحدين أو كن التالي في الطابور الذي سيتم حظره".

شراكات وتنسيق

وبحسب المعلومات والوثائق التي حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر موثقة، فإن جماعة الإخوان وحزب التحرير يشتركان في ملكية منظمات حقوقية وكيانات إعلامية داخل بريطانيا، كما أنهما عملا على تنسيق الحراك الاحتجاجي الرافض للحرب في غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووفقًا للمصادر، فإن نسب الملكية في المنظمات والكيانات المذكورة تختلف بين جماعة الإخوان وحزب التحرير.

كما أن الطرفين لجأ إلى اختيار شخصيات لتكون واجهة ومالكة من الناحية الاسمية والقانونية لهذه الكيانات لتلافي إجراءات الملاحقة القانونية أو الحظر الذي قد تتخذه السلطات البريطانية بحقها.

وفي الحقيقة، فإن الخطوة السابقة هي واحدة من التكتيكات التي تتبعها جماعة الإخوان في المنظمات المملوكة لها استنادًا لمبدأ "علانية الدعوة وسرية التنظيم"، وهو واحد من المبادئ الأساسية لديها.

بالإضافة إلى أن الإخوان لجأت إلى مزيد من التعتيم على شبكات المنظمات والجمعيات التي تتبعها في بريطانيا بعد عملية التدقيق في أنشطة الجماعة التي أجرتها لجنة السير جون جينكنز، والتي أصدرت النتائج الرئيسية لمراجعتها في أبريل/نيسان 2015.

وتحصل بعض هذه المنظمات على تمويل من قبل دولة إقليمية، وتتبنى أجندة تخدم مصالح جماعة الإخوان وحزب التحرير كما أنها تستضيف، في فعاليتها وأنشطتها المختلفة، رموزًا الجماعة والحزب المحظور، وهو ما يشير إلى التنسيق المشترك بينهما.

ومن الناحية القانونية، فإن قرار حظر حزب التحرير في بريطانيا يشمل حظر جميع المنظمات والكيانات التابعة له، وهو ما يعني أن هذه المنظمات والكيانات مزدوجة الملكية، قد تقع تحت طائلة الحظر في حال أُجريت مراجعات لأوضاعها من قبل السلطات البريطانية المختصة.

ومن بين الكيانات والمنظمات:

- موقع PILLARS 5

وهو موقع إخباري حاصل على تراخيص للعمل في بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا. وحصل الموقع على تصريح بالعمل من المرصد المستقل للصحافة في بريطانيا "IMPRESS" وهو هيئة مستقلة لتنظيم الصحافة في المملكة المتحدة.

وتعود ملكية الموقع لشركة 5 PILLARS Media Limited والمسجلة برقم 09665757 في بريطانيا عام 2015 كشركة مساهمة، ويملكها في الوقت الحالي: روشان محمد صالح الذي يمتلك 70 % من أسهم الشركة، ومحمد ديلاور حسين الذي يملك 30% من الأسهم، وذلك وفقًا لوثيقة حصلت عليها "العين الإخبارية" توضح نسب المساهمين في الشركة المالكة للموقع الإخباري.

ويكشف التدقيق في أوراق شركة "5 PILLARS Media Limited" أن القائمين عليها لجأوا إلى ممثل شركة "وود بيري سيكتريال ليمتد Woodberry secretarial limited"، وهي وكيل تأسيس شركات في شمال لندن، باربرا خان، من أجل تأسيس الشركة الأولى.

بيد أن التدقيق في ملفات وكيل التأسيس يكشف أن الشركة التي أسست الموقع الذي يملكه حزب التحرير وجماعة الإخوان معًا جرى استغلالها من مجرمين حول العالم لتأسيس آلاف الشركات في بريطانيا، بحسب معلومات "العين الإخبارية".

ويعتبر روشان محمد صالح واجهة موقع 5 PILLARS، كما أنه يدير الموقع ويشغل منصب رئيس التحرير منذ تأسيسه عام 2015، وهو صحفي بريطاني من أصول سريلانكية سبق له أن عمل في قناة الجزيرة القطرية، وأدار قسم الأخبار في قناة الإسلام في بريطانيا (2005- 2007)، كما شغل منصب مدير الأخبار في لندن في قناة "برس تي في"، وهي قناة إيرانية دولية ناطقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

فيما يشغل رئيس اللجنة التنفيذية لحزب التحرير في بريطانيا، ديلي حسين، منصب نائب رئيس تحرير5 PILLARS، وهو صحفي بريطاني من أصول بنغلاديشية، وسبق له أن عمل في عدد من المؤسسات الإعلامية المقربة من جماعة الإخوان من بينها موقع "Islam21c" الذي عمل فيه مع أنس التكريتي، القيادي البارز بالتنظيم العالمي لجماعة الإخوان (المعروف إعلاميًا بالتنظيم الدولي).

إلى ذلك، يُشارك مجموعة من أبرز رموز وكوادر جماعة الإخوان وحزب التحرير في الكتابة والمقابلات الحوارية التي يجريها موقع 5 PILLARS، ومن بين أبرز هؤلاء الرموز، زعيم حزب التحرير المحظور الدكتور عبد الواحد (وحيد آصف شيدا)، وأنس التكريتي القيادي بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان ومؤسس ورئيس مؤسسة قرطبة، إحدى أشهر مؤسسات الإخوان في بريطانيا، وإبراهيم هيوت، الناشط الإسلامي والمحرر في موقع ميدل إيست مونيتور المقرب من الإخوان.

كما يُشارك مع "5 PILLARS " الناشط فيصل البودي، الذي يعمل في الوقت الحالي مع منظمة الحقوق الإنسانية الإسلامية المعروفة بتعاونها الوثيق مع جماعة الإخوان، ومعظم بيج، المعتقل السابق بسجن غونتانامو الأمريكي الشهير، والذي يعمل حاليا في منظمة "كايدج Cage"، وهي منظمة أخرى مملوكة لجماعة الإخوان وحزب التحرير معًا، وبلال عبد الكريم الصحفي الأمريكي المقرب من الإرهابيين والمقيم في شمال غرب سوريا في الوقت الحالي.

ومن الجدير بالذكر أن المؤسسات المملوكة لجماعة الإخوان وحزب التحرير أطلقت حملة ضد حظر الحزب، منذ يناير/كانون الثاني الماضي، شارك فيها كوادر الجماعة والحزب معًا ومن بينهم أنس التكريتي، ومحمد رباني المدير العام لمنظمة Cage.

- منظمة DOAM

ومن موقع "5 PILLARS " إلى المنظمة التي تحمل اسم DOAM الذي يرمز إلى عبارة Documenting Oppression Against Muslims، وتعني توثيق القمع ضد المسلمين، تعاون حزب التحرير وجماعة الإخوان في نشر أيديولوجيتهما ودعايتهما تحت مظلة هذه المنظمة غير الحكومية التي تقول إنها تسعى لمراقبة توثيق الانتهاكات والاضطهاد والتمييز ضد المسلمين في أنحاء العالم.

ووفقًا لمعلومات "العين الإخبارية"، فإن منظمة DOAM مملوكة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان بشكل رئيس ويُساهم في ملكيتها أيضًا حزب التحرير، وهذه منظمة تروج لأيديولوجيا ودعاية جماعة الإخوان وحزب التحرير.

ومن الناحية القانونية الشكلية، فإن زاهد أختر، الناشط البريطاني من أصول إيغورية هو مؤسس منظمة DOAM.

وتشير المعلومات المتوافرة عنه إلى أنه من كوادر جماعة الإخوان في أوروبا، وهو وثيق الصلة بأنس التكريتي، مؤسس ورئيس مؤسسة قرطبة والقيادي البارز بالتنظيم الدولي للجماعة الإخوان، ونجله أسامة أنس التكريتي الذي شارك في فعاليات للمنظمة من ذي قبل.

وكذلك يشارك في حملات المنظمة "عمران شاه" المتحدث باسم لجنة الشؤون العامة للمسلمين في المملكة المتحدة (MPACUK) والمرتبطة بالتنظيم الدولي لجماعة الاخوان.

ويعمل في المنظمة نحو 56 موظفًا في مختلف الإدارات، وتُطلق المنظمة بين فينة وأخرى حملات للتبرع عبر موقعها الإلكتروني الذي توقف مؤقتا مؤخرا، وحساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتركز المنظمة على نطاق واسع من القضايا التي تخص المسلمين والأقليات المسلمة في عدد من بلدان العالم، وهي تتبنى رواية جماعة الإخوان وتروج سرديتها لا سيما فيما يتعلق بالأوضاع في مصر.

حتى أن المنظمة أعادت، خلال الشهر الجاري، نشر صور عبد الرحيم جبريل، الذي أُعدم في مصر أبريل/نيسان عام 2021 بعد إدانته من محكمة مصرية بالتورط في هجوم وقع على مركز شرطة كرداسة بمحافظة الجيزة، وعُرف بـ"مذبحة كرداسة".

ومن اللافت وجود حالة من التناغم والتنسيق بين المنظمات المملوكة ملكية مشتركة لجماعة الإخوان وحزب التحرير، فمثلًا موقع 5 PILLARS يستضيف العاملين في منظمة DOAM وعلى رأسهم مؤسس ورئيس المنظمة زاهد أختر وتمنحهم مساحة للترويج لمنظمتهم وأفكارهم.

كما أن منظمة DOAM تدعم ماليا منظمة Cage سالفة الذكر، وهي إحدى المنظمات التي تخدم أهداف جماعة الإخوان وحزب التحرير، وذلك بحسب ما أعلنته منظمة DOAM عبر حسابتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

- منظمة CAGE International

ولم يختلف التكتيك كثيرًا من منظمة " DOAM " إلى منظمة "CAGE International" وهي منظمة حقوقية بريطانية تتخذ من العاصمة لندن مقرًا لها وتركز على مناصرة ودعم الأشخاص المتضررين من حرب الولايات المتحدة على الإرهاب، ونقد استراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية والبريطانية.

وتأسست منظمة "CAGE International" على يد الطبيب البريطاني من أصول باكستانية صغير حسن، في عام 2003 باسم "CAGE Prisoner ltd"، ثم تحولت لاسمها الحالي في عام 2007، بعد انخراط جماعة الإخوان وحزب التحرير في تنسيقهما المشترك غير المعلن، بحسب عقود التأسيس الذي حصلت عليه "العين الإخبارية".

وتضم المنظمة مجموعة من كوادر جماعة الإخوان وحزب التحرير والمقربين منهما، ومن أبرزهم أزاد علي، مدير العمليات في "CAGE International" الذي سبق أن عمل متحدثًا رسميًا باسم المنتدى الإسلامي الأوروبي، المرتبط بجماعة الإخوان.

بينما يشغل الناشط البريطاني من أصول أفغانية محمد رباني منصب المدير العام للمنظمة.

وسبق أن جرى إيقاف محمد رباني في مطار هيثرو بلندن في عام 2017، أثناء عودته من زيارة لدولة إقليمية معروفة بدعمها لجماعة الإخوان، حيث التقى بأحد من تعرضوا للتعذيب في الولايات المتحدة، بحسب إفادة "رباني" في ذلك التوقيت.

وجرى تقديمه للمحاكمة وتغريمه لإدانته بمنع السلطات من أداء مهامها بعد أن رفض الإفصاح عن كلمة سر هاتفه النقال وحاسبه المحمول في أثناء إيقافه.

ومن بين مديري منظمة "CAGE International"، المعتقل السابق بغونتانامو، معظم بيج الذي سبقت الإشارة إليه كأحد أبرز المشاركين في موقع 5 PILLARS.

منظمة "CAGE International" أطلقت حملة ضد قرار حظر حزب التحرير في بريطاني خلال الأشهر الماضية، ووصف المدير العام للمنظمة القرار بأنه "انتهاكا صارخا لحرية التعبير والتنظيم المدني والسياسي". وقال إن "اتخاذ الحكومة البريطانية هذا القرار هو نوع من الاستجابة للسياسات الإسرائيلية".

وشارك موقع "5 PILLARS" في الترويج لحملة منظمة CAGE International وخصوصًا النصائح والتوجيهات التي قدمها لأعضاء حزب التحرير في بريطانيا كي لا تتم ملاحقتهم بعد قرار الحظر. كما أن المنظمة طعنت على قرار الحظر وتسعى للحصول على قرار بإلغائه حتى يعود الحزب لممارسة نشاطه في البلاد.

وعلاوة على التنسيق المشترك بين المنظمات المذكورة، يُلاحظ أن جميع كوادرها ومديريها يتم انتقائهم بعناية شديدة بناء على عدة معايير أهمها الولاء للأيديولوجيا الإسلاموية التي تتبناها جماعة الإخوان وحزب التحرير.

كما يراعى في عملية الاختيار التخصص الوظيفي، فالكيان الإعلامي أو المؤسسة الصحفية يتم اختيار أحد المشتغلين بالإعلام لإدارتها، والمنظمات الحقوقية التي تُركز على الأقليات يتم اختيار حقوقي لإدارتها وهكذا، وذلك لعدم لفت الأنظار أو إثارة الشكوك بشأن تلك المنظمات التي تخدم في النهاية ذات الهدف.

aXA6IDEwMi4yMjMuMTg3LjUxIA==

جزيرة ام اند امز


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل