المحتوى الرئيسى

"أدوات مشبوهة".. تحريض حوثي ضد منظمات الإغاثة وشرعنة قتل ممثليها

منذ 3 سنة - 2021-01-18 [775] قراءة

لا يكترث الحوثي بمصير اليمنيين، ولا يلقي بالاً لمعاناتهم جراء الحرب التي أشعلها منذ 6 سنوات

ولم يقتصر الأمر على النهب والابتزاز، بل وصل إلى التحريض المباشر على المنظمات الإنسانية الدولية بالعمل ضد مصالح الشعب اليمني وأنها مجرد أدوات عسكرية مشبوهة، وفق وصف الانقلابيين وأبواقهم الدينية والإعلامية.

المليشيات الحوثية تدرك أن مثل هذه الخطوة تعد ابتزازا، وستفضي في نهاية المطاف إلى حرمان اليمنيين، بل وتتعدى إلى شرعنة استهداف العاملين في المنظمات ويضع مخاطر قد تصل إلى تصفيتهم من قبل عناصرهم المتطرفة والتي لم تتورع في بالتنكيل باليمنيين.

فبعد أن تكتشف وافتضحت أساليب ووسائل نهبهم للمساعدات الإغاثية، عمد الانقلابيون إلى كيل التهم للمنظمات والوكالات الدولية، بممارسة الأعمال الإنسانية كغطاء لأغراض عسكرية داخل اليمن، بحسب وصفهم.

كان ذلك على لسان ما يسمى "مفتي الديار الحوثية" المدعو شمس الدين شرف الدين، الذي قال: "إن بعض المنظمات -العاملة في مناطق سيطرة المليشيات الإرهابية- تسمي نفسها إنسانية، لكن في الحقيقة هي "أدوات استخباراتية".

هذا الوصف الذي أعلنه مفتي المليشيات من على منبر خطبة الجمعة، أرجعه إلى أسباب عسكرية وسياسية، غير أن الحوثيين اعتادوا على الزج بكل ما هو إنساني في السياسة، وفقاً لمراقبين.

وأثار هذا "التحريض" الممنهج، والمغلف بغطاء ديني، الذي اعتمدته المليشيات رسميًا، كونه جاء على لسان المفتي الذي عينه زعيم مليشيات الحوثي ويعبر عنها وعن سياستها الحقيقة، سخطًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي التي انتقدت هذا التوجه المليشاوي.

وتدعي المليشيات الانقلابية المدعومة إيرانيا أن المنظمات الإنسانية تحرص على البقاء في البلاد لتقدم معلومات عسكرية وإحصائيات لخصوم المليشيات، أكثر مما تقدم معونات ومساعدات، بحسب زعم المفتي الحوثي.

ذعر التصنيف بالإرهاب

ويأتي التحريض الصادر من الداعية المتطرف للحوثيين ردة فعل لعدم مقدرة المنظمات الأممية والدولية على ثني الإدارة الأمريكية للتراجع في قرار تصنيف المليشيات الانقلابية كجماعة إرهابية وإدراج زعيمها وأذرعه العسكرية والأمنية تحت مقصلة الملاحقة ولوائح الإرهابية.

وكذلك ضمن تحريض ممنهج وضغط كبير وصل حد مقاطعة المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن جريفيث ومنعه من زيارة صنعاء، وفقا لمصادر حكومية، بالإضافة إلى استغلال كيان أنشأته لاستثمار الأزمة الإنسانية في مناطق سيطرتها لتوجيه تهديدات ضمنية للمنظمات.

واستبقت مليشيات الحوثي التحريض وقرار تصنيفها كجماعة إرهابية بتعميم "فرمان" في 10 يناير/كانون الثاني الجاري يحذر المنظمات الدولية والأممية من ممارسة أي أعمال مسح ميدانية أو دراسة أو رصد وغيره من أعمال في الميدان إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة.

وشككت المليشيات الحوثية، وفقا لوثيقة صادرة عن ما يسمى "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي" حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، بأعمال المنظمات بادعاء أن تعميمها يأتي"تجنبا لأي أعمال قد تنخرط في أعمال مشبوهة مخالفة والتي قد يترتب عليها إغلاق المنظمة وطردها خارج البلاد".

ولم يقتصر الأمر عند التشكيك بالشبهة، إشارة إلى أنها غطاء لأغراض عسكرية، وتحريض الأتباع المتطرفين ضمنيا لقمع العاملين في المجال الإنساني، إذ نصت الوثيقة على تشديدات حوثية أخرى وصلت إلى تحذير المنظمات الدولية من عقد أي اجتماعات عبر تقنية "الكونفرانس" مع الموظفيين في اليمن دون أذن مسبق وتقديم الأدبيات لذلك.

ويذهب ناشطون يمنيون إلى أن تحريض مليشيات الحوثي عبر كياناتها وقياداتها المتطرفة يعد بمثابة إشارة إنذار ضمنية مفادها تكثيف درجة مستوى الابتزاز للمنظمات الدولية والأممية بالأزمة الإنسانية التي تفتعلها عمدا في مناطق سيطرتها وذلك في مسعى لتوجيهها نحو الضغط لإلغاء التصنيف على لوائح الإرهاب.

ووفق خبراء لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيا الحوثي باتت تعد مخططات من بينها الرهان على الأزمة الإنسانية والسكان الذين تضعهم بمثابة رهائن لابتزاز المنظمات الدولية والأممية لتعمل في مساندة شبكة أذرعها الناعمة المدعومة إيرانيا لتحث الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن لإلغاء القرار والذي يهدد شبكة تمويلاتها الواسعة داخليا وخارجيا.

استغلال سياسي

ويقول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي إن التحريض الحوثي يمثل حلقة في سلسلة التعامل الحوثي مع كل ما يمنع مساعدة الشعب اليمني، أو يرفع عنهم تداعيات وآلام حرب المليشيات، على المستوى المعيشي والخدمي.

الناشط اليمني، نيازي اليوسفي، قال "إن المليشيات ما زالت تبحث عن أي مبررات لمضاعفة معاناة اليمنيين، تارةً عبر نافذة الدين، وتارات أخرى عن طريق القوة والعنف والتنكيل".

وأشار اليوسفي، في سلسلة تدوينات عبر "تويتر" اطلعت عليها "العين الإخبارية"، إلى إدراك المليشيات لسطوة الفتوى، واستغلال إيمان الشعب اليمني وقوة عقيدته للتأثير عليه وإقناعه بشعارات دينية، أو تمرير توجهات سياسية عبر وسائل كالمنابر والمساجد وغيرها".

وهذا ما انتهجته المليشيات بالفعل، في آخر مناسبة، حين هاجمت وكالات الإغاثة الأممية والدولية، ووصفتها بالاستخباراتية على لسان مفتي المليشيات.

فيما تعتقد المحامية اليمنية، تهاني الصراري، أن استغلال الدين والأزمة الإنسانية، والعبث بفكر العامة، هو ديدن المليشيات، وأداتهم الرئيسية للتأثير على الشعب اليمني.

وذكرت المحامية اليمنية في "فيسبوك" أن هذه الممارسات لمليشيات الحوثي، تأتي في إطار خنق المواطن اليمني، حيث إنه المتضرر الأول من ابتزاز أنشطة الوكالات الإغاثية.


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل