المحتوى الرئيسى

"الثقافات الإفريقية" بالسودان.. تراث يرسم تسامح شعوب القارة السمراء

منذ 3 سنة - 2021-01-25 [317] قراءة

على ضفاف النيل الأرزق بالخرطوم، احتشدت مجموعات سكانية لإحياء اليوم العالمي للثقافات الإفريقية، الذي يوافق 24 يناير، وفق إعلان أممي.

وشهدت الاحتفالات الأولى من نوعها في السودان، والتي جاءت تحت شعار "أنا إفريقي.. أنا سوداني"، فعاليات متنوعة وتراث أصيل، يرسم تسامح شعوب القارة السمراء. 

ورغم أن إفريقيا عاشت تحت وطأة الحروب والعنف لقرون، لم تجد في أضابير التراث الذي عرضته الإثنيات المتعددة في فعاليات "يوم الثقافات الأفريقية والشعوب ذوي الأصول الأفريقية"، ما يحض على الانتقام، بقدرما ما سيطرت عليها لغة السلام والتسامح ونذب الاقتتال.

وتخللت احتفالات يوم الثقافات الإفريقية، عروض غنائية ورقص شعبي وفلكلور، ومعرض تعريفي بتراث الشعوب السمراء وماراثون شاركت فيه مجموعات سكانية متنوعة.

وشاركت في الاحتفال جاليات إفريقية في الخرطوم من دول تشاد، وإثيوبيا وجنوب السودان، وزمباوي، والكل كان يرقص ويتغنى على ثقافاته وتراثه.

وبين إيقاعات "الكرنق" و"الكنبلة" وهي آلات موسيقية تخص النوبة، تجد "البوق" وهو آلة نفخ خاصة بشعب جنوب السودان، وجميعها عزفت لصالح السلام والتسامح.

ويأتي الاحتفال بمبادرة من الاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني، وهو أحد منظمات المجتمع المدني الفاعلة في مجال رعاية الثقافات والتراث في البلاد.

وقال أمين الاعلام بالاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني وقيع الله آدم: "هذا يوم جميل كوننا تمكنا من اللحاق بشعوب العالم والاحتفال بالثقافات الإفريقية لأول مرة منذ اعتماده بواسطة الأمم المتحدة".

وأشار آدم خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى 37 فرقة شعبية مشاركة في الكرنفال جميعها سودانية، إضافة لفرقة تشادية لها القدح المعلى.

وأضاف: "جمعنا كل الطيف السوداني في هذا الاحتفال للاستفادة من التنوع لصالح دعم التعايش السلمي والسلام بين الشعوب وإحياء التراث، وهذا ما نصبوا إليه".

وقالت زهرة كنجي، إحدى المشاركات، إنهن سعداء للغاية بهذا اليوم، كونه منحهن فرصة جديدة للتعريف بثقافاتهن الإفريقية وتراثهن الشعبي الأصيل.

تقول زهراء لـ"العين الإخبارية" إنها تنحدر من منطقة جبال النوبة وأتت لعكس حضاراتهم وثقافاتهم حتى يتعرف عليها الجيل الجديد الذي لم تتح لهم الفرصة في وقت سابق.

وكانت زهراء تضع مجموعة من الأوانيي المنزلية وأغراض الأكل والشرب المصنوعة بالمواد البلدية والطين والفخار، خاصة باثنية النوبة.

ووصف الباحث في شؤون التراث، الدكتور توحيد خميس، 24 يناير/كانون الثاني بأنه فتح للثقافة الإفريقية إذ تم انتزاعه من الأمم المتحدة التي أعلنته وأقرته عام 2018.

وقال خميس لـ"العين الإخبارية" على هامش مشاركته في الاحتفال: "هذا اليوم يمثل اعترافا صريحا من المنظمة الدولية بالثقافات الإفريقية وما قدمته القارة السمراء للإنسانية".

وأضاف: "الأفارقة شاركوا بشكل فعال في الإنتاج الفكري والثقافي، وكان حري بنا كسودانيين أن نحتفي بإفريقيتنا التي اعترفت بها الأمم المتحدة والعالم".


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل