المحتوى الرئيسى

يوم الجمهورية.. الإمارات والهند تنتصران للإنسانية

منذ 3 سنة - 2021-01-27 [519] قراءة

يحمل احتفال الهند بيوم الجمهورية هذا العام أهمية خاصة، كونه يعد الأول بعد انتشار جائحة كورونا، التي شكلت تحديا جديدا انتصروا عليه مجددا

ويعبر التعاون بين الإمارات والهند خلال أزمة "كورونا" وتوحيد جهودهما لمواجهة الوباء عن حجم ومتانة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين، انتصارا للإنسانية.

وتحتفل الهند في 26 يناير/كانون الثاني من كل عام بيوم الجمهورية، الذي تم فيه تفعيل العمل بالدستور الهندي الذي تم استبداله بقانون حكومة الهند (وثيقة 1935) في مثل هذا اليوم من عام 1950، بعد حصول الهند على الاستقلال بعد صراع طويل جدًا من أجل الحرية.

وكما بدأ الهنود رحلة كفاح طويلة لنيل الاستقلال من بريطانيا وصولا لتفعيل دستور البلاد، فإنهم بدأوا بعد تفعيله قصة كفاح لتنفيذ الدستور على أرض الواقع ومواجهة أية تحديات تعوق ذلك.

روح التحدي

ويستلهم الهنود في يوم الجمهورية هذا العام روح الدستور والتحدي والإصرار والنضال لمواجهة تحدي جائحة كورونا والانتصار عليه، وروح الأخوة والمحبة لتعميم الاستفادة منه لدول العالم الأخرى.

وبالتزامن مع الاحتفال بيوم الجمهورية، فإن الهند تواصل أكبر حملة للتطعيم ضد فيروس كورونا، وأرسلت عشرات الآلاف من اللقاحات المجانية للبلدان المجاورة، فيما وُصف بـ"دبلوماسية اللقاحات".

واعتمدت الهيئة المنظمة للأدوية في الهند لقاح كوفاكسين المحلي، الذي تصنعه شركة "باهارات بيوتك"، وهي شركة هندية تعمل في تصنيع لقاحات منذ 24 عاما، ومن المقرر أن تصدر اللقاحات إلى 123 دولة.

وعلى صعيد آخر يعكف معهد سيروم الهندي، أكبر جهة لتصنيع اللقاحات في العالم، على تصنيع لقاح ابتكرته جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة "أسترازينيكا، وقد تلقى طلبات من بلدان عديدة في أنحاء العالم.

وعقد معهد سيروم  شراكة مع أسترازينيكا ومؤسسة جيتس والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) لتوفير ما يصل إلى مليار جرعة من اللقاح.

وأرسلت الهند أدوية ومستلزمات طبية إلى أكثر من 150 دولة حول العالم، كما سافر أطباؤها وممرضوها إلى جميع أنحاء العالم لزيادة ودعم البنى التحتية للرعاية الصحية في البلدان الأخرى.

الإمارات والهند.. تعاون متنامي

وجسد حجم التنسيق والتعاون المثمر بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، في مواجهة أزمة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، متانة وعمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين في المجالات كافة.

واستحوذت تداعيات الأزمة وسبل مواجهتها على حيز كبير من الاتصالات التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات مع ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، خلال الفترة الماضية، والتي بحثت سبل تعاون المؤسسات المعنية بالبلدين في مواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا بجانب الإسهام في الجهود الدولية لوقف انتشار الفيروس ومكافحته واحتواء تداعياته الإنسانية والصحية والاقتصادية.

واتخذ التعاون بين البلدين لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا "كوفيد 19" أشكالا متعددة تضمنت تسهيل عملية إجلاء الرعايا، وتبادل الخبرات العلمية والطبية، وتقديم المساعدات والإمدادات الطبية.

وفي إطار التنسيق والشراكة بين البلدين أرسلت الهند طواقم من الأخصائيين والأطباء والممرضين إلى دولة الإمارات لدعم جهود الدولة في احتواء جائحة كورونا.

كما أرسلت دولة الإمارات طائرة مساعدات تحتوي على 7 أطنان من الإمدادات الطبية إلى الهند، يستفيد منها أكثر من 7 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفيروس.

من جهتها حققت الإمارات العديد من الإنجازات المهمة في مواجهة جائحة "كوفيد-19" حيث تمكنت من إجراء أحد أوسع المسوحات عالمياً لفحص رعاياها.

ويسجل تاريخ الإنسانية مبادرات الإمارات ومواقفها المشرفة، لدعم الجهود الدولية لاحتواء جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19"، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء.

وقدمت الإمارات مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لأكثر من 121 دولة حول العالم، وأكثر من 1.6 مليون شخص من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وفي إطار دعم الجهود الدولية لتسريع عملية توزيع اللقاحات، أطلقت أبوظبي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "ائتلاف الأمل"  للاستعداد لتسهيل ودعم توزيع 6 مليارات جرعة من التطعيمات حول العالم، مع رفع هذه القدرة إلى 18 مليار في نهاية عام 2021.

وعلى صعيد الجهود المبذولة في مجال البحث العلمي، وإيماناً بقيمة العلوم، شاركت دولة الإمارات في المرحلة الثالثة للتجارب السريرية للقاحين الروسي والصيني.

ورغم  ما يواجهه العالم من تحديات وظروف غير مسبوقة بسبب جائحة كورونا، فقد عقدت أعمال الدورة الـ13 من اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند عبر تقنية الاتصال المرئي  في أغسطس/ آب الماضي، برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات والدكتور سوبرامنيام جاي شانكار وزير الشؤون الخارجية الهندي، الأمر الذي عبر عن حرص الجانبين على تعزيز التعاون المشترك والنهوض بالعلاقات الثنائية في مختلف القطاعات رغم التحديات.

وتمتلك دولة الإمارات علاقات راسخة ومتميزة مع جمهورية الهند حيث تم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1972 لتنطلق في ضوء ذلك مسارات التعاون الثنائي في مختلف القطاعات ضمن إطار من الاحترام المتبادل والقواسم المشتركة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي وهو ما تم تتويجه من خلال التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عام 2017.

تلك العلاقات القوية تم ترجمتها عبر ارتفاع مضطرد في حجم التجارة الثنائية بين البلدين خلال السنوات الماضية والتي ارتفعت قيمتها من حوالي 50 مليار دولار أمريكي في الفترة بين 2017-2018 إلى حوالي 60 مليار دولار أمريكي في الفترة بين 2018-2019، وسط تطلعات لتعاون أكبر في مختلف المجالات لصالح شعبي البلدين والإنسانية جمعاء.

وعلى طريق تحقيق هذا الهدف، وقع الاتحاد لائتمان الصادرات - شركة حماية الائتمان التابعة للحكومة الاتحادية بدولة الإمارات - مذكرة تفاهم مع وكالة ائتمان الصادرات الرائدة في الهند ECGC، يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بهدف تعزيز العلاقات التجارية وفرص ائتمان الصادرات بين البلدين.


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل