المحتوى الرئيسى

القصة الكاملة لـ"البلوتوث".. كيف تحول ملك الفايكنج لثورة تكنولوجية؟

منذ 3 سنة - 2021-03-04 [164] قراءة

تدين واحدة من أشهر التقنيات الحديثة باسمها ورمزها إلى ملك من عصر الفايكنج كان لديه سن زرقاء.

وقبل ربع قرن، ولدت فكرة اسم "بلوتوث" لدي مهندسَين بعد اجتماع مخيب للآمال... وجلسة مريحة في حانة.

في نهاية التسعينات، كان السويدي سفين ماتيسون المهندس في شركة "إريكسون" والأمريكي جيم كارداك الموظف في شركة "إنتل" من بين الأشخاص الذين يعملون جاهدين من أجل ابتكار التكنولوجيا الثورية التي ستسمح للأجهزة الإلكترونية بالتواصل لاسلكيا، حسب وكالة فرانس برس.

في العام 1998، في فجر عصر "اللاسلكي"، كان الشابان جزءا من اتحاد دولي أنشأ معيارا عالميا لهذه التقنية التي طورتها شركة "إريكسون" في العام 1994.

لكن قبل ذلك، كانا يكافحان لعرض منتجاتهم اللاسلكية.

وكانت أحد المشاكل التي واجهت المهندسين، لعرض منتجاتهم اللاسلكية، هي أن بعض البرامج، تحمل أسماء همجية بعض الشيء، مثل "بيز-آر إف"، "إم سي-لينك"، "لو باور آر إف".

وظهرت هذه المشكلة جليا، خلال عرضهم هذه المنتجات  في ندوة عقدت بتورنتو الكندية عام 1997.

ويتذكر ماتيسون البالغ من العمر 65 عاما والذي يختتم مسيرته المهنية في "إريكسون" خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس "قلنا أنا وجيم إن الناس لم يقدروا ما قدمناه".

وقرر هذا المهندس الذي أتى من السويد خصيصا لحضور هذا الاجتماع الممتد على ساعة، تمضية المساء مع صديقه قبل العودة إلى الديار.

وأوضح كارداك في منشور طويل على موقعه الإلكتروني "تلقينا استقبالا فاترا لاقتراحنا، وفي هذا الوقت أدركت أننا نحتاج إلى اسم رمزي للمشروع يمكن للجميع استخدامه".

شغف التاريخ

ومن أجل التغلب على حزنهما، قصد الرجلان إحدى الحانات في تورونتو، وهي كانت فرصة لمناقشة التاريخ، وهو شغف جيم كارداك.

وروى ماتيسون "تناولنا بعض الجعة... وجيم مهتمّ بالتاريخ لذا سألني عن الفايكنج وتحدثنا بإسهاب عنهم"، مشيرا إلى أن ذكرياته عن تلك الليلة التاريخية أصبحت الآن ضبابية إلى حد ما.

وقال كارداك إن كل ما يعرفه عن الفايكنج هو أنهم كانوا يركضون "بخوذات ذات قرون ويداهمون أماكن مختلفة وينهبونها، وأنهم كانوا زعماء مجانين".

ومن أجل زيادة معرفته، أوصى ماتيسون كارداك بقراءة رواية تاريخية شهيرة جدا في السويد عن الفايكنج بعنوان "ذي لونج شيبس".

وتدور أحداث الرواية في القرن العاشر، وهي "قصة شوفينية" وفق ماتيسون، عن صبي اختطفه الفايكنغ كرهينة.

 وقد لفت اسم أحد شخصيات القصة انتباه كارداك، وهذا الاسم كان اسم ملك الدنمارك هارالد "بلوتوث" غورمسون.

توحيد النرويج والدنمارك

ويقال إن الملك هيرالد، وهو شخصية تاريخية مهمة في الدول الاسكندنافية في القرن العاشر، لقّب كذلك بسبب سن تالفة، أو، كما تقول الحكايات الأخرى، بسبب حبه للتوت أو حتى خطأ بسيط في الترجمة.

وخلال فترة حكمه، تخلّت الدنمارك عن معتقداتهم الوثنية والآلهة الإسكندنافية وتحولت تدريجيا إلى المسيحية.

لكنه اشتهر خصوصا بتوحيد النروج والدنمارك في اتحاد استمر حتى العام 1814.

الملك الذي وحد الخصوم الاسكندنافيين كان إلهاما للساعين إلى توحيد صناعات أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخلوية بواسطة رابط لاسلكي قصير.

والإشارة إلى الملك تتجاوز الاسم: شعار البلوتوث الذي يشبه في النظرة الأولى تمايلا هندسيا، هو في الواقع تراكب الأحرف الرونية للحرفين "إتش" و"بي" وهما الحرفان الأولان من اسم الملك.

وفي مايو/أيار 1998، أطلقت أخيرا تقنية "البلوتوث" الرخيصة والتي لا تستهلك الكثير من الطاقة.

ووصل أول جهاز مزود هذه التقنية إلى الأسواق في العام 1999، وأصبح اسم التقنية" بلوتوث"، وهو كان من المفترض في البداية أن يكون مؤقتا حتى يتم ابتكار شيء أفضل، دائما.


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل