المحتوى الرئيسى

الإمارات عضوا بمجلس الأمن.. دبلوماسية دؤوبة تقود لريادة عالمية

منذ 2 سنة - 2021-06-11 [417] قراءة

يعكس فوز الإمارات بمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي مكانة دبلوماسية الإمارات التي يقودها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية.

أسس تلك الدبلوماسية القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، وابتكار دبلوماسية مبدعة قائمة على التوازن ومراعاة المصالح المتبادلة، وضع دعائمها، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة.

وجاء انتخاب الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، دولة الإمارات عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تتويجا لمسار الدولة البارز في العمل الإنساني ودعم السلم الدولي والتشبث بمبادئ الأمم المتحدة. 

وعلق نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على هذه الخطوة، بالقول: "انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، يعكس دبلوماسيتها النشطة وموقعها الدولي ونموذجها التنموي المتميز".

وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر: "كل الشكر لفريق الدبلوماسية الإماراتي بقيادة الشيخ عبد الله بن زايد.. ونتطلع لفترة عضوية فاعلة وإيجابية ونشطة في مجلس الأمن الدولي".

وقال الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إن "انتخاب دولة الإمارات اليوم لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة من 2022-2023 يجسد ثقة العالم في السياسة الإماراتية، وكفاءة منظومتها الدبلوماسية وفاعليتها".

وأضاف الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على "تويتر"، "انطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها، ستواصل الإمارات مسؤوليتها من أجل ترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية".

وساهمت الدبلوماسية الناعمة لدولة الإمارات في احتواء الأزمات والخلافات الناشئة بين دول العالم، وسعت بشكل دؤوب على تعزيز تواجدها عن طريق أدواتها الناعمة التي تبلورت في برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة والإنمائية، بالإضافة إلى مساهمتها الفاعلة في عمليات حفظ السلام لحماية المدنيين.

وتحث الإمارات بقوة على تغليب لغة الحوار في التعامل مع القضايا والأزمات كافة، ففي ساحات العطاء والاستجابة الإنسانية، تضطلع الإمارات بدور ريادي، إقليميا ودوليا.

عمل دؤوب

في وقت سابق، أكدت لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية للشؤون السياسية المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أن الإمارات تؤمن بأن لديها الكثير لتقدمه إلى مجلس الأمن وإلى النظام المتعدد الأطراف بأكمله.

وقالت لانا نسيبة في حوار لوكالة أنباء الإمارات (وام)، إن "الإمارات دولة ديناميكية في المنطقة تتطلع إلى المستقبل وتسعى لبناء جسور مع المجتمع الدولي كما تقوم بدور قيادي في مجال العمل الإنساني وتعتبر مركزا عالميا للاقتصاد والتجارة والابتكار". 

وأضافت "رغم اختلاف عالمنا اليوم عما كان عليه في الفترة 1986-1987 عندما كانت دولة الإمارات تشغل عضوية مجلس الأمن لأول مرة في تاريخها، فإننا مازلنا نؤمن بأن أفضل وسيلة لتحقيق السلم والأمن الدوليين هي وقوف المجتمع الدولي معا ووضع العمل المتعدد الأطراف في صلب جهودنا لذلك فإن شعار حملتنا يدور حول مفهوم نحن أقوى باتحادنا".

فارس الدبلوماسية

وعلى مستوى التزاماتها الإنسانية، تسعى دولة الإمارات بشكل دؤوب لتعزيز وتنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإنمائية.

وحددت الإمارات نهجاً واضحاً يقوم على عدم ربط المساعدات التي تقدمها، بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، مما يؤكد شراكتها المتميزة في ضمان صيانة السلم والأمن الدوليين.

ومستلهما من الأسس التي وضعها مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سعى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لتطوير الدبلوماسية الإماراتية بإعلاء الإرادة الشعبية عبر تفكير واقعي يعلي مصالح الأمة، وتحركات واعية ونشطة ساهمت في وصول الإمارات إلى المكانة الرائدة التي توجت اليوم بعضوية مجلس الأمن الدولي.

الشيخ عبدالله بن زايد يعد نموذجاً مغايراً للدبلوماسي العربي بجمعه العديد من الصفات فهو الشاب في نشاطه وطموحه وأحلامه، والخبير في حكمته، والمستشرف للمستقبل في رؤيته، والمتميز في سماته الأخلاقية لأنه تربى بمدرسة زايد في سماتها الإنسانية التي يشهد بها القاصي والداني، والمبدع في أفكاره في إدارة سياسة الخارجية الإماراتية، التي تأتي دائماً خارج الأفكار التقليدية، لذلك لم يكن غريباً وصفه بــ"فارس الدبلوماسية الإماراتية"، فهو ثاني اثنين غيرا وجه المنطقة. 

وعلى خطى السادات صنع الشيخ عبدالله بن زايد سلاماً أعاد ترتيب المنطقة، ورسم مستقبلها على أسس واقعية جديدة؛ بعد أن هدم الأصنام والأساطير القديمة التي تغذت عليها قوى التطرف والإرهاب لمدة تجاوزت نصف القرن، ووضع القضية الفلسطينية من جديد في بؤرة الاهتمام العالمي بعدما كادت تدخل غياهب المجهول تحت الاستثمار والتوظيف المؤدلج للفلسطينيين، وقضيتهم العادلة من قوى إقليمية بعضها كان يطعن القضية الفلسطينية ليلا وسرا، وينصرها نهارا وجهرا، وبعضها ظل يرفع شعارات زاعقة وزائفة من دون إجراءات عملية على الأرض.

نجاحات مهندس الدبلوماسية الإماراتية في بناء سلام عادل في المنطقة لم تكن جديدة، فقد لعب منذ فترة طويلة دورا كبيرا في إرساء السلام وإنهاء الصراعات في مناطق عدة حول العالم، حيث لعب دوراً محوريا في فض النزاع التاريخي بين إريتريا وإثيوبيا العام 2018، والذي دام نحو عقدين من الزمان، كما قاد في نفس العام جهوداً دبلوماسية غير مسبوقة للوساطة في تسويه النزاع الأفغاني، وأسفرت جهوده عن اختراق للأزمة، بعد مباحثات شفافة وصريحة كانت الأولى من نوعها بين الفرقاء الأفغان.

النجاحات الدبلوماسية للإمارات تحت قيادة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، امتدت إلى محاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة؛ ففي خضم تطورات الأزمة السورية قدمت الخارجية الإماراتية نموذجاً دبلوماسياً فريدا في إدارة الصراع السوري، فبرغم رفض أبوظبي في بداية الأزمة السورية سلوك وممارسات بعض الأطراف السورية الفاعلة، لكنها لم تغفل دبلوماسيتها الإنسانية التي أصبحت عنواناً بارزاً للسياسة الخارجية الإماراتية، فقد بلغ إجمالي المساعدات الإماراتية التي تم تقديمها إلى سوريا منذ عام 2012 حتى العام الحالي 2020، 3.81 مليار درهم إماراتي (1.04 مليار دولار أمريكي)، شاملة عدداً من القطاعات الإنسانية والتنموية، وغيرها من الأنشطة.

ومع تنامي التغيير الحادث في سلوك الحكومة السورية، وجنوحها إلى تسوية حقيقية للأزمة، كان الشيخ عبدالله بن زايد أول من بادر بضرورة احتضان سوريا، وعودتها مجدداً للبيت العربي، فأعادت أبوظبي في خطوة جريئة افتتاح سفارتها في دمشق العام 2018.

تحركات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نحو مسارات السلام والتنمية والاستقرار في المنطقة العربية، لم تركن عند حدود أو طموح، فالسمة الأبرز فيها التجدد والإبداع.


المصدر: بوابة العين الاخبارية

تابع أيضاً

عاجل