المحتوى الرئيسى

صحف عربية: حزب الله يقود الحرب الأهلية في لبنان

منذ 2 سنة - 2021-10-16 [230] قراءة

عرض الصحف

السبت - 16 أكتوبر 2021 - الساعة 02:57 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

يتحوّل لبنان في زمن ميليشيا حزب الله إلى ساحة مفتوحة لأجندة ولاية الفقيه السياسية والعسكرية والمذهبية في المنطقة، التي تتمدد فوق أنقاض الدولة اللبنانية المتهالكة.

وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم السبت، أدخلت الخلافات حول قرارات القاضي طارق بيطار، المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، لبنان في اشتباكات مسلّحة دامت لنحو 5 ساعات، فأثارت الرعب في نفوس اللبنانيين وأحيت في عقولهم مأساة الحرب الأهلية التي لا يرغب أحد في تكرارها.

النمرود

وأشارت صحيفة "الجمهورية" إلى "أنه قبل يومين من أحداث الطيونة، هدّد وزير الثقافة محمد المرتضى على طاولة مجلس الوزراء، بأن ما سيحصل لم يُرى من قبل، وأضاف الوزير المُشترك بين "حزب الله" وحركة "أمل" كلاماً تهديدياً وعالي النبرة بخصوص تنحية القاضي طارق البيطار عن ملف جريمة المرفأ، ما حَدا برئيس الجمهورية إلى رفض هذا الكلام ورفع جلسة مجلس الوزراء التي كان يترأسها".

وبحسب الصحيفة، "استمرّ مسؤولون في الثنائي الشيعي ومرجعيات دينية شيعية وصحافيون ووسائل إعلام تدور في فلكه، في التصويب على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع واتهامه بقتل مشاركين في التظاهرة الخميس أمام قصر العدل. وكان تأكيد لأمرين بالتوازي محاسبة مرتكبي "القنص والقتل" الخميس والعمل على تنحية البيطار. بذلك، لا يستهدف "حزب الله" جعجع والبيطار فقط، بل تُطاول شظايا هذا الاستهداف القصر الجمهوري ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. وأبعد من ذلك تُطاول الشارع المسيحي بكامله".

وذكرت الصحيفة أن "ما لا يعلمه حزب الله أو يعلمه إلّا أنّه يغض الطرف عنه، أنّ الاستنفار الذي حصل الخميس في عين الرمانة وفرن الشباك وبدارو، ليس جعجع سببه ولا البيطار، وفي متابعة للأرض والشارع ولوسائل التواصل الاجتماعي ولمناشدة مواطنين مسيحيين لقياداتها، يظهر بوضوح الاحتقان في الشارع المسيحي الرافض استكبار حزب الله وتهديداته وفرضه رأيه بالقوة في كلّ ملف لا يلائمه، بمعزل عن رأي الشركاء الآخرين في الوطن، خصوصاً أنه وَصَلت مواصيله إلى القضاء، تحديداً الناظر في ملف تفجير المرفأ، الذي طاول العاصمة بكاملها ودمّر نصف بيروت".

عرقلة العدالة

بدورها نقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن النائب وهبة قاطيشا عضو تكتل الجمهورية القوية ما اعتبره أن "المتهمين لا يريدون أن يصل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت إلى نتيجة، فافتعلوا هذه الأحداث لعرقلة سير العدالة وعمل القاضي".

ودعا نادي القضاة اللبناني إلى الكف عن العبث "بآخر حصن في فكرة الدولة" والإسراع في تحديد المسؤولين عن العنف في بيروت وإنزال العقوبة بهم، وأوضح وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، أن المؤسسة العسكرية لن تسمح بأي تجاوزات من شأنها إحداث اضطرابات أو تهديد للسلامة العامة والأمن في البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن لبنان يعاني منذ نحو عامين من أزمة اقتصادية حادة تسببت في تدهور قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، وانخفاض حاد في احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي فاقمتها تداعيات جائحة كورونا والانفجار الهائل الذي هزّ مرفأ بيروت في أغسطس 2020 ما أودى بحياة 217 شخصا وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، فضلاً عن أضرار مادية هائلة في أبنية سكنية وتجارية جراء تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم كانت مصادرة منذ عام 2014.

ومنذ ذلك الحين عاش لبنان جموداً سياسياً لم يسفر عن تأليف حكومة إلا بعد أكثر من عام عن استقالة حكومة حسان دياب في السادس من أغسطس (آب) 2020، وعبّر لبنانيون مراراً عن خوفهم من تكرار سيناريو الحرب الأهلية، والاشتباكات التي حصلت في مايو(أيار) 2008 حين تطورت أزمة سياسية إلى معارك في الشارع بين حزب الله والأكثرية النيابية في ذلك الحين بزعامة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.

فوهة بركان

من جانبها تحدثت صحيفة "الرياض" عن أن "ما جرى في الطيونة يدلّ على أن لبنان برمته يقف على فوهة بركان، وإن كانت الطبقة السياسية التابعة لحلف الممانعة تحاول التصرف وكأنها تلملم الموضوع، إلاّ أنها على رأس المشاركين في هذه الأحداث من خلال التجييش الإعلامي والسياسي المحرض عليها، وفق منطق المزيد من الهيمنة وفرض الآراء على الآخرين، ولم تلتفت إلى التحذيرات العربية والدولية بأن الدولة اللبنانية على حافة الانهيار".

وقالت إن "أحداث الطيونة المفتعلة ليست شرارة حرب أهلية فقط، بل لإشعال حريق واسع يلتهم لبنان بأكمله، والذي بدأ مشروعه منذ أن تنصل حلف الممانعة من اتفاق الطائف، وذلك بوتيرة تزيد وتضعف تبعاً للظروف، أما الظرف اليوم فخطير جداً، لأن الدولة تتحلل ومشاهد السلاح المتفلت المستقوي عليها اليوم تشرح الواقع".

ولفتت الصحيفة إلى أن محاولات تسويق حكومة ميقاتي داخلياً وخارجياً على أنها مستقلة وحكومة اختصاص، وتمثل المواطن اللبناني، وليس الأحزاب السياسية، كشفها على الملأ بعض وزرائها الذين خلعوا "ياقة الاختصاص"، ولبسوا قمصان الطائفة، لا سيما في ظل قضاء ضعيف ومستقوٍ عليه من ميليشيا السلاح التي سبق وأن رفضت التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بدعوى التسييس، وها هي اليوم ترفض التحقيق اللبناني الوطني في جريمة المرفأ بدعوى التسييس أيضاً، واعتبار تحقيقات القاضي البيطار بحكم العدم، وتهدد وتتوعد وتعلن النفير في مواجهة مشروع "الاستكبار العالمي"، على الرغم من أنها تواجه هذه المرة قاضياً فرداً وليس أكثر.

وختمت الصحيفة بالقول "لهذا يدفع اللبنانيون جميعهم ثمن هذا الواقع، ثمن ربط لبنان بمحاور قضت على أمنه واقتصاده وتقدمه، وأسهمت في تشرذمه؛ وفي الوقت نفسه تقدم نفسها على أنها الحلّ في لبنان، كمن يشعل الحرائق ثم يزعم إطفاء أحدها، فيما الواقع أن النار تلفح الناس، وتأكل مدخراتهم، وتزرع اليأس في نفوسهم، وتدفعهم للهجرة من بلد مستعصٍ على الإصلاح.


المصدر: صحيفة المرصد

تابع أيضاً

عاجل