المحتوى الرئيسى

قصة العلاقات الجزائرية - الفرنسية منذ الاستقلال

منذ 2 سنة - 2021-10-17 [339] قراءة

تتقلّب العلاقات المعقدة بين فرنسا والجزائر بين التوتر الذي ساد مؤخرا والتهدئة التي بادر إليها، السبت، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتنديده بـ"جرائم لا مبرر لها" ارتُكبت في 17 أكتوبر1961.

الاستقلال

في 5 يوليو 1962، أعلنت الجزائر استقلالها بعد 132 عاما من الاستعمار الفرنسي وحرب التحرير الدامية التي استمرت قرابة ثماني سنوات.

وفي 18 مارس، وقع ممثلو فرنسا والحكومة الجزائرية الموقتة اتفاقات إيفيان التي كرست الهزيمة الفرنسية.

وتسبب النزاع في مقتل نحو 500 ألف مدني وعسكري بينهم 400 ألف جزائري حسب تقديرات المؤرخين الفرنسيين و1,5 مليون ضحية حسب السلطات الجزائرية.

في 1965 انقلب هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلة

في سبتمبر 1963، أصبح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة. 

وبعد أقل من شهر، أعلن تأميم الأراضي التي كانت لا تزال مملوكة للأوروبيين.

وتم إخلاء القواعد الفرنسية في رقان وبشار في الصحراء والمرسى الكبير ثم قاعدة بوسفر بين عامي 1967 و1970.

 تأميم قطاع المحروقات

في يونيو 1965، أطيح بالرئيس بن بلة من قبل نائبه ووزير الدفاع هواري بومدين، الذي ساعده على الإمساك بالسلطة خلال صراعات داخلية إثر الاستقلال.

وفي فبراير 1971، أعلن بومدين تأميم خطوط أنابيب الغاز و51 بالمئة من أصول شركات النفط الفرنسية.

وردا على ذلك، قررت باريس في إبريل 1971 إنهاء "العلاقات الامتيازية" مع الجزائر.

في إبريل 1975، بدأ فاليري جيسكار ديستان أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس فرنسي إلى الجزائر المستقلة.

ولأول مرة منذ صيف عام 1962، زينت الأعلام الفرنسية الطرق الرئيسية في الجزائر العاصمة.

في نوفمبر 1981، أكد الرئيس فرنسوا ميتران، الذي انتخب رئيسا لفرنسا لدى وصوله إلى الجزائر في زيارة رسمية، أن "فرنسا والجزائر قادرتان على التغلب على خلافات الماضي وتجاوزها".

وفي الأول من ديسمبر 1982، أجرى الشاذلي بن جديد أول زيارة لرئيس جزائري إلى فرنسا.

عنف المتطرفين الإسلاميين

في سبتمبر 1993، تم اختطاف مواطنين فرنسيين وذبحهما، ليصيرا أول ضحيتين أجنبيتين منذ بدء الاشتباكات بين قوات الأمن والجماعات الإسلامية المسلحة عام 1992.

وفي ديسمبر 1994، اختطف تنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة" طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الفرنسية على مدرج مطار الجزائر العاصمة. 

وانتهت عملية احتجاز الرهائن في مدينة مرسيليا بمقتل الخاطفين الأربعة. ردا على ذلك، اغتيل أربعة قساوسة ثلاثة منهم فرنسيون شرقي الجزائر العاصمة.

في مارس 1996، تم اختطاف سبعة قساوسة من ديرهم في تبحرين ثم إعدامهم، في عملية اغتيال لا تزال ملابساتها غامضة.

ومن يوليو إلى أكتوبر 1995، خلفت موجة هجمات لـ"الجماعة الإسلامية المسلحة" في فرنسا عشرة قتلى وحوالى 200 جريح.

 تدهور العلاقات

في يونيو 2000، أجرى الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة زيارة دولة إلى فرنسا.

وفي مارس 2003، وقع الرئيس جاك شيراك في الجزائر العاصمة مع بوتفليقة "إعلان الجزائر" الذي نصّ على "شراكة استثنائية" من أجل تجاوز "ماضٍ لا يزال مؤلما... ينبغي عدم نسيانه أو إنكاره".

لكن إصدار قانون حول "الدور الإيجابي للاستعمار" شوه العلاقات بين الجزائر وباريس في فبراير 2005. 

وصرح بوتفليقة أن هذا القانون يكشف عن "عمى عقلي يكاد يصل إلى الانكار وتحريف التاريخ".

بعد عام، تم إلغاء القسم المثير للجدل من القانون بمرسوم.

لكن الجزائر اشترطت اعتذارا رسميا عن الجرائم التي ارتكبت في ظل الاستعمار لتوقيع معاهدة صداقة.

في نهاية 2007، ندد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، أثناء زيارته إلى الجزائر، بالنظام الاستعماري بدون أن يعتذر ودعا الجزائر إلى "التطلع إلى المستقبل".

وفي نهاية 2012، اعترف فرنسوا هولاند، الذي خلف ساركوزي، في زيارة رسمية بـ"المعاناة التي ألحقها الاستعمار الفرنسي" بالشعب الجزائري.

توترات جديدة 

بين مايو ويونيو 2020، استدعي السفير الجزائري في فرنسا بعد بثّ قنوات تلفزة فرنسية شريطا وثائقيا حول الحراك الاحتجاجي.

وفي يناير 2021، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون سيتخذ "إجراءات رمزية" لتهدئة الذاكرة بشأن حرب الجزائر ومحاولة مصالحة البلدين، لكنه لن يقدم "الاعتذارات" التي طلبتها الجزائر، بعد نشر تقرير كُلف به المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا.

وفي فبراير، رفضت الجزائر التقرير ووصفته بأنه "غير موضوعي"، منتقدة عدم "اعتراف فرنسا رسميا بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفتها خلال احتلالها للجزائر"، وفق ما جاء على لسان وزير الاتصال عمار بلحيمر.

في إبريل الماضي، أرجئت في وقت متأخر زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس.

وفي الثاني من أكتوبر الجاري، استدعت الجزائر سفيرها في باريس ردا على تصريحات للرئيس الفرنسي نقلتها صحيفة لوموند، اعتبر فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي-العسكري"، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وفي الخامس من نفس الشهر، أعرب إيمانويل ماكرون عن أمله في الوصول إلى "تهدئة". 

وقال "أكن احتراما كبيرا للشعب الجزائري وأقيم علاقات ودية فعلا مع الرئيس تبون".

والسبت 16 أكتوبر ، ندد ماكرون بـ"جرائم لا مبرر لها بالنسبة إلى الجمهورية"، إثر إقامة مراسم رسمية إحياء للذكرى الستين لقتل متظاهرين جزائريين في 17 أكتوبر 1961 في باريس.


المصدر: وكالة خبر للانباء

تابع أيضاً

عاجل