المحتوى الرئيسى

أطفال اليمن بين التجنيد الحوثي القسري والتسول في الشوارع

منذ 2 سنة - 2021-11-27 [110] قراءة

تشهد العاصمة صنعاء وبقية مناطق سيطرة مليشيات الحوثي انتشاراً واسعاً للمتسولين خاصة من فئة الأطفال، بسبب الإجراءات الإفقارية التي تتبعها ميليشيات الحوثي، من غلاء الأسعار، وتراجع فرص العمل، وتدنى رواتب الموظفين، بل وانقطاعها أو فقدان الأسر لعائلها.

وتفشت ظاهرة انتشار أطفال الشوارع والمشردين والمتسولين، والممتهنين لأعمال الشحاتة، في شوارع صنعاء وبقية مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، بفعل تزايد نسبة الفقر والعوز والفاقة.

وكانت الأسر اليمنية وحتى التي ينتمي إليها بعض المتسولين حالياً، يعيشون حياة كريمة ومستقرة، قبل اجتياح الحوثي للمدن اليمنية وتدمير وضعها المعيشي، والقذف بها إلى أتون الفقر وحرمان سكانها من المصدر الوحيد لتأمين نفقاتهم الشهرية، المتمثل في الراتب الحكومي.

وتمتنع مليشيات الحوثي عن صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها للعام الرابع على التوالي، وذلك أثر بشكل كبير على مئات الآلاف من الأسر اليمنية التي دفعت بعضها للتسول بحثًا عن لقمة العيش.

وبفعل انقطاع المرتبات توقفت عدد من الأنشطة التجارية، كما اضطر القطاع الخاص إلى تسريح جزء من الموظفين لديه بفعل تراجع حجم الحركة التجارية وتزايد الجبايات والإتاوات، ما أسهم في تزايد نسبة البطالة وتوسع دائرة انعدام الأمن الغذائي.

وبدلاً من معالجة الفقر والبطالة ودفع رواتب الموظفين، تستغل مليشيات الحوثي عوز الأسر اليمنية للضغط عليها لإرسال أبنائها إلى الجبهات للقتال في صفوفها، مقابل وعود بتسليمهم مساعدات إغاثية من تلك التي توزعها الوكالات الإنسانية الأممية.

وقالت مصادر حقوقية، إن مليشيات الحوثي جندت أكثر من 40 ألف طفل خلال الست السنوات الماضية، بالرغم من ارتفاع حجم الضحايا في أوساطهم، والتي وصلت إلى نحو خمسة آلاف قتيل ونحو خمسة عشر ألف جريح.

وكشف التقرير عن استخدام مليشيا الحوثي نحو 52 معسكراً تدريبياً لآلاف الطلاب والأطفال تزامناً مع حملات تجنيد مستمرة تستهدف المدارس في محافظات "صعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وحجة وذمار".

وبحسب ما أكدته منظمة ميون لحقوق الإنسان فقد تم إحصاء عشرة آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بتشوهات منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية بمعدل أربعة أطفال يومياً.

كما تشير المعلومات إلى أن أكثر من مليوني طفل من البنين والبنات في سن الدراسة غير ملتحقين بالمدارس منهم نصف مليون نازح، فيما يحتاج أربعة من كل خمسة أطفال إلى مساعدات إنسانية، وهذا يفوق 11 مليون طفل يمني.

وتتعدد الانتهاكات بحق الأطفال بين القتل والإصابة والاعتداءات الجنسية وتزويج القاصرات والاستهداف بالهجمات الصاروخية والقذائف والقنص، وفق ما يقوله الناشطون اليمنيون والمنظمات المعنية بحماية الأطفال.

ووسط هذه المعاناة التي يعيشها أطفال اليمن، تأتي جرائم تجنيد الأطفال من قبل مليشيات الحوثي في مقدمة الانتهاكات المؤلمة والتي تبدو –بحسب الحقوقيين- عصية على الحل في ظل تصاعد أعداد المجندين لا سيما مع إصرار الجماعة المسلحة على استمرار الهجوم على مأرب منذ مطلع العام الجاري وعدم الجنوح للسلام.


# اليمن 

المصدر: وكالة خبر للانباء

تابع أيضاً

عاجل