المحتوى الرئيسى

موجة غضب خليجية من مسيرة في غزة داعمة للحوثيين ومعادية للسعودية

منذ 2 سنة - 2022-01-24 [220] قراءة

أثارت مسيرة احتجاجية في قطاع غزة داعمة للمتمردين الحوثيين موجة غضب في الدول الخليجية التي رأت في ذلك تنكرا للدعم الخليجي الممتد على مدى عقود للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وأن الجيب الصغير أصبح منذ سيطرة حركة حماس عليه في العام 2007 ولاية إيرانية جديدة.

وتصدر وسم “الفلسطيني يؤيّد الحوثي” مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، وقال الناشط سلطان الدوسري “حماس الإرهابية تتاجر بأرض الشعب الفلسطيني وتحولها إلى ولاية خامنئية جديدة”.

وكتب الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز في تغريدة على تويتر “يردّدون الموت لآل سعود! والحياة لمن؟ لخامنئي ونصرالله وسليماني وأبوعزرائيل؟”، مضيفا “الموت كتبه الله على جميع خلقه ولكل أجل كتاب لآل سعود وغيرهم.. ولكن الجحود خيار أصيل لديهم”.

وكان المشاركون في المسيرة التي جرت مساء السبت رفعوا شعارات مسيئة للدول الخليجية ولاسيما السعودية، كما تم رفع أعلام وصور لقادة أبرزهم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.

وشارك في هذه المسيرة عدد من قيادات الحركات الفلسطينية من بينهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش الذي دعا إلى التحرك لوقف ما أسماها “الحرب العبثية على اليمن”. وقال إنه “لم يعد أمامنا من خيار سوى أن نُعلي الصوت بدعمنا للأبرياء، ورفضنا لقتلهم في اليمن”، داعياً الأمة إلى “الخروج في مظاهرات ضد استهداف المدنيين في اليمن”.

وتوجّه البطش إلى الشعب اليمني قائلاً “نقف معكم في وجه المجازر التي لطالما عانينا جرّاءها”، مشيرا إلى أن “الطائرات العربية تستهدف المدنيين العُزّل في اليمن بدلاً من استهداف الاحتلال الصهيوني”.

وكان القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار استبق هذه المسيرة بشن هجوم عنيف على الدول الخليجية قائلا في تصريحات لوسائل إعلام قريبة من إيران إن “الدول الخليجية ستدفع ثمن السياسة التي تتّبعها في اليمن وحيال التطبيع”.

وتساءل الزهار الجمعة “ماذا تستفيد دول الخليج من سياسة الردّة التي تتّبعها؟”، وذهب القيادي في حماس إلى حد رسم صورة مشابهة بين الاحتلال الإسرائيلي وما يحصل في اليمن قائلا في هذا الصدد “هناك تشابه بين العدوان على اليمن وعدوان الاحتلال على الفلسطينيين”.

وشكلت المسيرة الاحتجاجية وما سبقها من تصريحات حادة للقيادي في حماس صدمة بالنسبة إلى الكثير من الخليجيين، لاسيما وأنها تأتي على إثر هجوم دام للمتمردين الحوثيين الموالين لإيران على منشآت مدنية في الإمارات استخدمت خلاله عدة أسلحة من صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.

وعلّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على المظاهرات قائلا “مسيرات حاشدة في قطاع غزة تأييدا لميليشيا الحوثي الإيرانية الإرهابية، ويرفعون صور الإرهابي عبدالملك الحوثي، وصور قاتل المسلمين والعرب في العراق وسوريا واليمن ولبنان قاسم سليماني. ماذا تقولون لأولئك الذين يطلبون بعد ذلك التعاطف معهم؟ عيب عليكم”.

وكانت حماس وباقي الحركات الفلسطينية التزمت الصمت حيال الهجوم الذي شنه المتمردون اليمنيون الاثنين الماضي على الإمارات وأدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص، وسط تنديد عربي ودولي واسع حياله.

في المقابل تحركت حماس سريعا ردا على تصعيد التحالف العربي بقيادة السعودية ضد مواقع الحوثيين، ما يعكس مدى ارتهان الحركة كما أغلب التنظيمات الفلسطينية لإيران.

وقال عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ على تويتر “مقاتلوا حماس يتظاهرون في غزة دعما للمسلحين الحوثيين في اليمن، ويرفعون لافتات مؤيدة لحزب الله في لبنان والميليشيات المدعومة من إيران في العراق (…) علامة مقلقة عن كيفية تكاتف الجماعات المتطرفة في جميع أنحاء المنطقة”.

وتساءل محمد الساعد “ما الذي يدفع الفلسطينين للتحرك تأييداً للحوثيين وإيران؟ هذا السؤال يتبعه فهم علاقة حركة حماس الإرهابية بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وهو التنظيم الأم للحركة الفلسطينية”.

وفي ما بدا محاولة لاحتواء موجة الغضب الخليجية أصدرت حماس بيانا الأحد تبرأت فيه من أي مسؤولية عن التصريحات التي صدرت في الساحة الفلسطينية (بما في ذلك تصريحات قياداتها) واعتبرت أن الهتافات ضد دول عربية وخليجية لا تعبر عن مواقفها.

وأكدت حماس في بيانها على سياساتها “في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والنأي بالنفس عن الصراعات والنزاعات بينها”. وقالت إنها تدعو إلى “ضرورة تجنب كل ما من شأنه تمزيق صف الأمة ووحدتها، والإضرار بأمنها واستقرارها، ووقف الصراعات الداخلية والبينية في دولنا العربية والإسلامية”.

وأضافت “تؤلمنا أشد الألم كل قطرة دم تسيل من أي شخص من أبناء أمتنا في هذه الصراعات الداخلية، ونطالب بضرورة حقن الدماء، وندعو إلى اعتماد لغة الحوار بدل الاقتتال حماية للأمة ومقدراتها، وتعزيز وحدتها في مواجهة الأخطار المحدقة بها”.

وقالت الحركة إنها “تسعى لبناء علاقات متوازنة مع الدول العربية والإسلامية لما فيه صالح أمتنا وأمنها ونهضتها، وصالح قضيتنا وشعبنا وتعزيز صموده، وأن صراعنا هو مع العدو الصهيوني، وضرورة تجنيب شعبنا المجاهد أي صراعات أخرى”.

كما أصدرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة بيانا أكدت فيه “الموقف الفلسطيني الثابت بأننا لسنا جزءا من أي صراعات في العالم العربي، وعلى حرص الشعب الفلسطيني على أمن واستقرار البلاد العربية والإسلامية ووقف كل أشكال الحروب والتدخلات الخارجية”.

ويرى مراقبون أن إصدار حماس لبيان تتنصل فيه من أي مسؤولية عن الذي جرى من تصريحات ومن تحرك كان متوقعا لاحتواء موجة الغضب المتفجرة ضدها، لكن ذلك لن يكون له أثر، فالجميع يعلم أن المسيرة ما كانت لتتم لولا وجود ضوء أخضر من الحركة التي تبسط سيطرتها على القطاع، كما أن تصريحات القيادي البارز في الحركة والتي هاجم خلالها السعودية لا يمكن أن تكون مجرد رد فعل عفوي وفردي بل تعكس توجها داخل الحركة معاديا للمملكة.

ويشير المراقبون إلى أن الشعب الفلسطيني سيكون الخاسر الوحيد من سياسات حماس وارتهانها للأجندة الإيرانية في ظل رأي عام خليجي يتشكل لوقف أي مساعدات للفلسطينيين.


المصدر: تحديث نت

تابع أيضاً

عاجل